أَصْغِ! مَنْ هُو ذاكَ الّذي يُنادِيك؟ - هل هو عدوٌ أم صديق؟

The listening lamb

إنجيل يوحنا ١٠: ١-١٨

هل سمعتَ يوماً أحداً ينادي باسمك ولم تعرف من أين يأتي الصوت؟ أو ربما بالكاد استطعت أن تسمع الصوت، لأنه كان هناك الكثير من الضجة حولك.

أصْغِ، هوذا صوت يناديك. يناديك أنت.

إقرأ النص كاملاً أَصْغِ! مَنْ هُو ذاكَ الّذي يُنادِيك؟ - هل هو عدوٌ أم صديق؟

من أنت؟ ما اسمك؟ من أين أتيت؟ أين تعيش؟ إلى أين أنت ذاهب؟

أنت تعرف اسم قريتك. ربما لم تغادر ذلك المكان أبداً. ولكنك تعلم أن قريتك هي جزء من بلد كبير، وأن البلدان جميعها جزء من العالم الكبير.

الكتاب المقَدّس

مضى حوالي ٦٠٠٠ سنة على تشكل العالم. لقد خلقه الله. الله لديه كتاب يُدعى الكتاب المقَدّس، الذي يخبرنا كيف صنع العالم وكيف خلق أول رجل وامرأة. لقد خلق الله الإنسان على صورته.

منذ ذلك الحين وصاعداً صار الأطفال يُولدون. منذ ذلك الحين وصاعداً صار الناس يموتون. آلاف وآلاف منهم وُلدوا وماتوا.

لقد وُلِدْتَ لأبيك وأمك. ولكن في الحقيقة الله هو الذي خلقك. لقد خلق كل شيء. هل سبق لك أن فكرت بمدى الروعة التي خلق بها الله كل شيء وكيف خلقك؟

لقد أعطاك والداك اسماً. الله يعرف اسمك. هو يعرف كل اسم، مهما كانت اللغة. إنه يعرف كل شيء.

بما أن الله خلقنا، فهو يعرف كل شيء عنا. إنه يحبنا لأننا نخصه. هو أبونا في السموات، وهو يُعنى بنا أكثر من آبائنا وأمهاتنا أنفسهم.

الله

الله كان دائم الوجود. إنه يحيا إلى الأبد. ولذلك فعندما وضع نسمة الحياة فينا، جعلنا أحياء إلى الأبد أيضاً. لا، ليس أجسادنا، لأنها تموت، بل النَّفْسُ داخلنا تحيا إلى الأبد.

هل تعرف الله؟ ربما تتساءل: "من هو الله؟ أين هو؟"

هل تريد أن تعرف حقاً؟ نعم، إنك ترغب في ذلك. في أعماقك تود أن تعرف.

أنت لم تَرَ الله قط، هل رأيتَه؟ لا، ولكن هذا لا يعني أنه ليس هناك.

هناك إله واحد فقط. لا مكان لإله آخر، لأن الإله الذي هو حقيقي حقاً يملأ السماء والأرض. هو في كل مكان في نفس الوقت.

مسكن الله هو السماء، ذلك المكان الجميل في الأعلى، ولكنه أيضاً يحيا في قلوب الناس الذين يطيعون صوته.

كيف أتعلّم أن أعرف الله؟ هل هذا هو السؤال الذي تطرحه؟ الله لديه مخطط رائع ليظهر لنا كيفية ذلك.

لقد أرسل الله ابنه الوحيد، يسوع، الذي انحدر من السماء ليُظهر للناس مَن هو وما هو. الله ويسوع هما واحد.

بأعجوبة، وُلِدَ ابنُ الله كطفل ونما وترعرع ليصبح رجلاً. ثم لثلاث سنوات، أخبر يسوع الناس عن محبة الله، أبيه. أخبرهم أن الله قدوس ولا يتحمل أن يرى الخطيئة.

ثم جعل الله طريقاً لنا لكي نخلص من خطايانا. لقد ترك ابنه يسوع يُسمَّر على صليب على يد أناس أشرار. لقد بذل حياته- كم كانت عظيمة محبته!

لقد كان الذبيحة التي يمكن أن تمحو خطايا كل العالم- كل خطيئة ارتكبتَها، كل خطيئة ارتكبها كل صبي أو فتاة، رجل، أو امرأة.

هل بقي يسوع على الصليب؟ هل بقي يسوع في القبر؟ لا، فبعد ثلاثة أيام قام منتصراً. ثم رجع إلى السماء وهو ينتظر إلى أن يأمر الله بأن ينتهي العالم. عندها سيكون الديّان البار العادل لكل الناس.

هل لديك إنجيل يوحنا؟ اقرأ الأصحاح١٠. كتب يوحنا ما أخبر يسوع الناس به. ما قاله لا يزال صالحاً لنا اليوم. قال يسوع أنه الراعي الصالح وبذل حياته عن الخراف. نحن الخراف. ومن هم خرافه يعرفون صوته. إنه يناديهم بالاسم. ولا يتبعون غريباً.

الغريب، ذلك الصوت الآخر

من هو ذاك الغريب، ذاك الذي يجب أن نهرب منه؟ يا له من لصّ! إنه لا يهتم أبداً بالخراف. إنه كاذب. ليس فيه صدق. إنه الشيطان. إنه عدونا، إبليس.

ولكنه أولاً عدو الله. كان في السابق ملاكاً صالحاً مع الله في السماء. ولكنه صار متكبراً وتكبّر متمرداً على الله. لقد قاتل ضد الله وانضمت إليه عدة ملائكة. ربح الله، لأن له كل القوة. ولذلك فقد طرد إبليس وجميع أتباعه من السماء. وإبليس يكره الله بسبب ذلك.

بما أنه لا يستطيع أن يقترب من الله ثانية أبداً، فإنه يصبّ جام غضبه على مخلوقات الله، أناس هذا العالم. لأنه خطئ، فإنه يحاول أن يغوي الجميع كي يخطئوا. ولكن الخطيئة لن تدخل السماء أبداً ثانية.

هناك مكان آخر، المكان الذي جعله الله للشيطان وملائكته. إنه الجحيم. الجحيم هو مكان العذاب. إنه نار ملتهبة لا تنطفئ أبداً. إنه المكان حيث الشيطان وأتباعه سيُعاقبون إلى الأبد. إنه مكان مريع ذاك الذي سيُضطر الله لأن يرسلنا إليه إذا ما اخترنا أن نصغي إلى صوت إبليس.

إبليس لا يريدنا أن نفكر في الجحيم. لا يرينا أن نفكر بالله. ولذلك فإنه يحاول أن يبعد انتباهنا عن الله. إبليس يحاول أن يجعلنا نصغي إلى صوته.

في داخلك تماماً، هل سمعت ذلك الصوت الآخر، الصوت الغريب؟

إنه يجعلنا أحياناً نصدّق أن لديه أشياء صالحة ليقدّمها. أحياناً يجعلنا نفكر: "أنا أفضل من الآخرين. أنا مهم. أنا أولاً. سآخذ بثأري. يجب أن أقاتل من أجل حقوقي. لا بأس أن أسرق، طالما أني لا أُمسَك. الجميع يكذب،  لذا أنا أستطيع ذلك أيضاً. الأفكار القذرة ليست بذلك السوء. لا أحد يعلم بما أفكر. الكلمات البذيئة مفيدة لأجل الضحك".

وفي أحيان أخرى، هل ثُبِّطَت همّتُك يوماً حتى أنك أُغويتَ للتفكير: "أنا لستُ صالحاً، فلماذا أستمر في الحياة؟"

  هذه كلها أصوات الشيطان. إنه كاذب. ولذلك فإنه يحاول أن يجعلنا كاذبين أيضاً. هو سارق، ولذلك فإنه يريد أن يجعلنا نسرق أيضاً. هو قاتل، ولذلك فإنه يحاول أن يجعلنا نبغض الآخرين أيضاً.

عندما تصغي إلى ذلك الصوت، ما الذي تشعر به؟ هل يجعلك تشعر بارتياح في داخلك؟ لا، بل يجعلك تعيساً. يجعلك تريد أن تختبئ. تماماً كما إبليس. إنه يحب أن يصنع الأشياء في الظلام.

يسوع، صوتُ الرّاعي

هل تعرف يسوع، الرّاعي الصّالح؟ هل تود أن تكون من خرافه؟ هل ترغب أن تعرف صوته؟

بلى، يمكنك ذلك؛ ولكن، أولاً، عليك ألا تصغي إلى ذاك الصوت الآخر من بعد.

والآن، عندما تكون صامتاً، ستسمع صوت يسوع العذب اللطيف يدعوك لتقدّم حياتك كلها له. ستسمعه يخبرك أن تكون آسفاً على كل خطاياك وأن تعترف بها.

ربما كنتَ تفكر يوماً، عندما كنتَ ساكناً جداً، في نفسك قائلاً: "ما الذي ينبغي أن أفعله بكل مشاكلي وأعبائي؟ أود لو كنتُ إنساناً صالحاً. أود لو كنتُ في مكان لا أعود أشعر فيه بالجوع أو المرض. ما الذي سيحدث لي عندما أموت؟"

وربما انتابتك أفكار كثيرة أخرى. ذلك هو صوت يسوع يناديك.

هل تشعر بالحزن أحياناً عندما لا تعرف حتى لماذا؟ أو تشعر بالوحدة بينما أنت لست وحدك؟ ربما يكون ذلك لأنك تتوق إلى الله، ذاك الذي خلقك ويحبك. إنه الرّاعي ينادي خروفه الضال. إنه ينادي وينادي، ويبحث ويفتّش عنك.

عندما تسمع صوت الرّاعي، أجبه. أخبره أنك آسف على خطاياك. أخبره بما تشعر به، واطلب منه أن يخلِّصَك. تلك هي الصلاة.

هل صلّيت أبداً إلى إله السموات؟ افعل ذلك الآن. سيسمعك ويفهمك. سيمنحك السلام الذي تتوق إليه.

أفلا تحب أن تكون خروفَه وأن تعرف صوتَه؟ إنه يريد أن يكون صديقك. سيزيل عنك عبء خطيئتك. ستشعر بالسعادة في داخلك. سوف تصبح مُحباً ولطيفاً مثله. سيساعدك على أن تتغلب على مخاوفك.

حتى وإن سخر الآخرون منك لأنك مسيحي، أنت تعلم أن يسوع سيُعنى بك. وحتى إن أغراك الغريب من جديد، فعليك أن تثق بيسوع وتتكل عليه ليساعدك على أن تنتصر.

عندما تكون آمناً بين ذراعي الرّاعي المحب، اعلم أنه سيأخذك في النهاية إلى مسكنه الرائع السعيد مع الله لتحيا معه إلى الأبد.

اتصل بنا

اطلب نبذات

دليل الخلاص الشخصي

هل يعطي الكتاب المقدس جوابا عن السؤال الذي طالما تردده وهو:

هل يمكن أن يحصل الشخص على دليل يؤكد خلاصه؟

هل يمكن أن يعرف أن خطاياه قد غفرت؟

أو هل لا بد أن ينتظر حتى يوم الدينونة ليعرف إن كان قد خلص أم هلك؟

إنها لمخاطرة كبرى أن نترك هذا السؤال الخطير بلا جواب أكيد حتى ذلك اليوم.

نعم، إنه يمكن للإنسان أن يتيقن خلاصه، والرب يريدنا أن نتأكد أننا خلصنا، ودعوته هي:" تعالوا إلي جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم" (متى ٢٨:١١ .( وقد قال في يوحنا ١٦:٣ "ﻷنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية". إنه لحق أكيد إننا بالطبيعة كلنا أخطأنا وفشلنا في إتمام مشيئة الله.

إن الإنسان يحتاج إلى مخلص يخلصه من حالته الساقطة. إنه ميت بالذنوب والخطايا، هالك، ويحتاج إلى مخلص ليخلصه. وأبونا السماوي الرؤوف الرحوم قد أعد الخلاص بواسطة يسوع المسيح لكل من يقبل نعمته العجيبة. لقد سفك المسيح دمه على الصليب ومات "كفارة لخطايانا" (١يوحنا ٢:٢ ) . ومن الضروري للخاطئ أن يشعر بحاجته للتطهير ونوال الغفران لخطاياه، ويصلي قائلا: "اللهم ارحمني أنا الخاطىء (لوقا١٣:٨ ). بهذا الانسحاق يدرك ذنبه ويعترف بخطاياه، أولا لله، وأيضا يقوم بإصلاح ما أفسده مع الناس. إنه ينظر بإيمان إلى "حمل الله الذي يرفع خطية العالم"(يوحنا ١: ٢٩ ) وعندئذ سيغفر يسوع خطاياه.

ويسوع يعطينا دليل غفران خطايانا بطرق متعددة، أحيانا يقول بكلمات واضحة: "مغفورة خطاياك"(لوقا ٢٠:٥) ، وحين تغفر خطايانا نستمتع بالسلام مع الله، "فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح" ( رومية ١:٥ .(إن "تثبيتك في الكنيسة" أو "تعميدك بالماء" أو "عضويتك في الكنيسة"، كل هذه لا تعني أنك مولود الولادة الثانية. "إذا إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة. الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديدا" (٢ كورنثوس ١٧:٥ ). هذه الكلمات ترينا أن الشخص الذي في المسيح قد ولد ثانية، ميلادا جديدا، كما قال يسوع لنيقوديموس في (يوحنا ٣:٣ ) "الحق الحق أقول لك إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله. الولادة من فوق هي ولادة روحية، الولادة الطبيعية تنتج الحياة الطبيعية، أما الولادة الروحية فتنتج الحياة الروحية، والحياة الروحية توهب لنا حين "تولد من الماء [كلمة ألله] والروح (يوحنا ٥:٣ ).

إن الشخص المولود من الروح قد أقيم من الموت [الموت الروحي] وهو يطلب ما فوق.. (كولوسي١:٣ ). قال يسوع : "الحق الحق أقول لكم إن من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية ولا يأتي إلى دينونة بل قد انتقل من الموت إلى الحياة" (يوحنا ٢٤:٥. (

إقرأ النص كاملاً دليل الخلاص الشخصي

" إذا لا شيء من الدينونة اﻵن على الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح" (رومية١:٨ ) .إن عواطف الذين في المسيح مرتبطة بالأشياء التي فوق لا باﻷشياء التي على الأرض. إنهم يميتون أعضاءهم التي على الأرض، وليسوا جسديين في أفكارهم ولا يتبعون طرق العالم وشهوات الطبيعة. "لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم. إن أحب أحد العالم فليست فيه محبة الآب. لأن كل ما في العالم شهوة الجسد وشهوة العيون وتعظم المعيشة ليس من الآب بل من العالم")١ يوحنا ٢ : ١٥-١٦(

إن روح الله يعطي الشخص المولود من الله اليقين بذلك "الروح نفسه أيضا يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله. فإن كنا أولادا فإننا ورثة أيضا ورثة الله ووارثون مع المسيح. إن كنا نتألم معه لكي نتمجد أيضا معه") رومية ٨: ١٦ و ١ ( .

عندما تنكسب محبة الله في قلوبنا "بالروح القدس المعطى لنا" (رومية ٥:٥ )، نشتاق إلى الأشياء السماوية، ونحب الكتاب المقدس، ونتغذى بكلماته، ونشهد لربنا. وهذه المحبة الآتية من الله اسمى كثيرا من المحبة الطبيعية، ومن الروابط العائلية، وهي تعطي للإنسان القدرة على محبة أعدائه، والذين يبغضونه (متى ٤٤:٥ ).

لقد أمر الرب يسوع تلاميذه قائلا: "فإذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس. وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به" (متى. ٢٨ : ١٩-٢٠ ) .

إن المتجددين، المولودين ثانية يقبلون في كنيسة الله لكونهم نالوا الحياة الروحية فهم يدعون خداما لله .

إن حياة الصلاة تتبع تلقائيا الحصول على الخلاص، فالصلاة هي التنفس الضروري للمسيحي المتجدد، وبالصلاة نحصل على القوة الروحية - "تقووا في الرب وفي شدة قوته" (أفسس ١٠:٦ ) - حتى نستطيع أن نتمسك بما عندنا كما قال الرب "تمسك بما عندك لئلا يأخذ أحد إكليلك" .

اتصل بنا

اطلب نبذات

محبَّة يسوع

"دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ لأَنَّ لِمِثْلِ هَؤُلاَءِ مَلَكُوتَ اللَّه." (مرقس ١٠: ١٤)

"وَقَدَّمُوا إِلَيْهِ أَوْلاَدًا لِكَيْ يَلْمِسَهُمْ. وَأَمَّا التَّلاَمِيذُ فَانْتَهَرُوا الَّذِينَ قَدَّمُوهُمْ. فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ ذَلِكَ اغْتَاظَ وَقَالَ لَهُمْ: "دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ لأَنَّ لِمِثْلِ هَؤُلاَءِ مَلَكُوتَ اللَّهِ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ لاَ يَقْبَلُ مَلَكُوتَ اللَّهِ مِثْلَ وَلَدٍ فَلَنْ يَدْخُلَهُ". فَاحْتَضَنَهُمْ وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ وَبَارَكَهُمْ." (مرقس ١٠: ١٣- ١٦)

الرّب يسوع يحب ويهتم بجميع الأولاد والبنات في كل مكان. يريد الرّب يسوع أن يسكن في قلوبكم. ولديه خطة لكل واحد منكم، وهو يريد أن يقود حياتكم.

مرة، بينما كان يسوع يتحدث إلى طريقه، علَّم الرّب يسوع بأن الأولاد والبنات أهم بكثير من الزّهور والطيور. الطيور لا تزرع بذورًا، ولا تخزن طعامًا، ولكن الله يقوتها. فالله يساعدها لتجد حبوبًا وحشرات لكي تأكلها. تعيش الزهور لأيام قليلة، ويعطيها الله أشكالًا وألوانًا جميلة. ولكنك أهم جدًا عند الله من هذه. لذلك إن كان الله يهتم بالزهور والطيور فهو بالتأكيد يهتم بجميع الأولاد والبنات (راجع متى ٦: ٢٥- ٣٣).

يعطيك الله طعامًا ولباسًا، ويساعدك لكي تكون صالحًا ولطيفًا. وعليك أن تضع ثقتك في الله، لأنه يعرف ما هو الأفضل لك. تذكر بأن الله محبّ، ويريد أن يساعد كل المعوزين. يريد أن يساعدك في مشاكلك، أو مرضك، أو أحزانك. يقول الكتاب المقدس: "إِنْ طَلَبْنَا شَيْئًا حَسَبَ مَشِيئَتِهِ يَسْمَعُ لَنَا." (١ يوحنا ٥: ١٤)

إقرأ النص كاملاً محبَّة يسوع

كان لأب ابنان. وقال له ابنه الأصغر: "أعطني حصتي من المال." فأخذها وترك البيت وسافر بعيدًا. ثم أخذ يبذِّر أمواله مع أصدقائه في اللهو واللعب. وخلال وقت قصير، خسر كل أمواله، وعندها تركه أصحابه لوحده.

وأخذ هذا الشاب الصغير يبحث عن عمل ليعيش، فأعطاه رجل أن يعمل في رعاية الخنازير. ولكن لم يكن معه طعام ليأكل، وأصبح جائعًا جدًا! ثمّ فكّر في نفسه: "كَمْ مِنْ أَجِيرٍ لأَبِي يَفْضُلُ عَنْهُ الْخُبْزُ وَأَنَا أَهْلِكُ جُوعًا؟ أَقُومُ وَأَذْهَبُ إِلَى أَبِي وَأَقُولُ لَهُ: يَا أَبِي أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ وَلَسْتُ مُسْتَحِقًّا بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْنًا. اِجْعَلْنِي كَأَحَدِ أَجْرَاكَ". وبدأ هذا الشاب يسير عائدًا إلى البيت.

كان الأب يراقب وينتظر عودة ابنه. فقد اشتاق إليه كثيرًا. وعندما رأى ابنه قادمًا، ركض واحتضنه وقبَّله.

ثم قال الابن: "يَا أَبِي أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ وَلَسْتُ مُسْتَحِقًّا بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْنًا." لكن الأب سبق وسامحه، فَقَالَ الأَبُ لِعَبِيدِهِ: "َأَلْبِسُوهُ وَاجْعَلُوا خَاتَمًا فِي يَدِهِ وَحِذَاءً فِي رِجْلَيْهِ وَقَدِّمُوا الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ وَاذْبَحُوهُ فَنَأْكُلَ وَنَفْرَحَ لأَنَّ ابْنِي هَذَا كَانَ مَيِّتًا فَعَاشَ وَكَانَ ضَالًا فَوُجِدَ." (لوقا ١٥: ١١- ٢٤) تبين هذه القصة كيف أن الرّب يسوع يحب جميع الخطاة. نقرأ في إنجيل لوقا ١٥: ١٠ "هَكَذَا أَقُولُ لَكُمْ يَكُونُ فَرَحٌ قُدَّامَ مَلاَئِكَةِ اللهِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ."

كذلك يخبرنا الكتاب المقدس قصة أخرى عن مقدار محبَّة الله لكل إنسان.

سافر رجل في طريق لوحده، وأثناء سفره هجم عليه لصوص، وجرحوه وسرقوا ملابسه وأمواله، ثم هربوا وتركوه مصابًا بجروح بالغة، حتى أنه لم يستطع الوقوف.

وبعد وقت قصير، مرَّ كاهن في الطّريق، ورأى الرجل المصاب، لكنه لم يساعده. وتابع سيره مسرعًا في الجهة الثانية من الطّريق.

وجاء لاوي ماشيًا في الطّريق، ورأى أيضًا الرجل المصاب والجريح، ولكنه أيضًا لم يتوقّف لمساعدته، بل تابع سيره في الجهة الثانية من الطّريق.

ثم جاء سامري في الطريق راكبًا على حماره. عندما رأى الرجل المصاب، توقّف لمساعدة الرجل الجريح، وغسل جروحه بالزيت وضمدها، ووضع المصاب على حماره، وأخذه إلى أقرب فندق.

وفي صباح اليوم التالي، أعطى السامري الصالح دينارين لصاحب الفندق وقال له: "اعْتَنِ بِهِ وَمَهْمَا أَنْفَقْتَ أَكْثَرَ فَعِنْدَ رُجُوعِي أُوفِيكَ." (لوقا ١٠: ٣٥)

يريد منا الرّب يسوع أن نحب المحتاجين ونكون لطفاء معهم. فعندما تمتلئ قلوبنا بمحبَّة يسوع، لن نعمل أي شيء بكبرياء أو أنانية. لكننا نصبح متواضعين، وسنفكر بالآخرين أكثر مما نفكر بأنفسنا. أي أننا لن نهتم بأنفسنا فقط، بل سنفكر بالآخرين ونحاول أن نفهم كيف يشعرون. يقول الكتاب المقدس: "بِالْمحبَّة اخْدِمُوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا." (غلاطية ٥: ١٣)

يجب علينا أن نحب جميع النَّاس، حتى أعداءنا، وأن نسامح الذين يسيئون إلينا، ولا نواجه الشَّر بالشَّر.

عندما تملأ محبَّة يسوع قلوبنا، نكون لطفاء مع أصدقائنا، ومطيعين لوالدينا، ومسرورين لأن نخبر الأولاد والبنات عما فعله يسوع لأجلنا.

أحبّنا يسوع كثيرًا لدرجة أنه مات على الصليب من أجل خطايانا، والآن علينا نحن أن نحبه كثيرًا ونقدم له قلوبنا وحياتنا.

"نَحْنُ نُحِبُّهُ لأَنَّهُ هُوَ أحبّنا أَوَّلًا." (١ يوحنا ٤: ١٩)      

اتصل بنا

اطلب نبذات