مُخطّط الله الرّائع للخَلاص

نُورُ العَالمَ

الكتاب المقَدّس هو كلمة الله، الحق الأبدي. إنه يحوي رواية الخلق، وعصيان الإنسان لله، والكرب الذي أصاب الإنسان بسبب الخطيئة. إنه يخبرنا أيضاً عن محبة الله للإنسان في وضعه مخططاً ليفتديه. إنه يخبر عن مخلّص وُلِد، ومات عن خطايا الإنسان، وأُقيم من بين الأموات لأجل خلاص الإنسان. كل من يؤمن برسالته سيختبر غفران الخطايا، وسلام الفكر، والمحبة تجاه كل البشر، والقوة على الخطيئة، ورجاءً حيّاً بحياة أبدية.

خليقة الله الرائعة

الله، خالق الكون، كان دائماً موجوداً. هو في كل مكان؛ هو قدير وكلّي الحكمة. بقدرته العظيمة خُلِقَت كُلُّ الأشياء. خَلَقَ اللهُ هذه الأرض مغطاة بالماء، ثم قال: "لتكن يابسة، ولتظهر الأرض"، وكان كذلك. خلق التلال والوديان وغطّاها بالعشب، والورود الجميلة، والأشجار من كل نوع. خلق الطيور التي تغني أغانٍ عديدة متنوعة. خلق الله كل الحيوانات، الكبيرة والصغيرة، التي تجول في الحقول والغابات، وأيضاً الحشرات والزواحف الصغيرة التي تعيش في الأرض. لقد خلق البحيرات والمحيطات وكل المخلوقات التي تسكن فيها. صنع القارات التي يعيش عليها الناس من كل جنس. خلق الله الشمس لتعطي النور والدفء، والقمر ليعطي النور في الليل. زيَّن السماء بآلاف النجوم المتلألئة الجميلة. وفي الختام خلق الله الإنسانَ من تراب الأرض ونفخ في أنفه نسمة الحياة، وصار الإنسان نفساً حيّةً. ودعا الله اسمه آدم.

رأى الله أن آدم كان في حاجة إلى معين، ولذلك ألقى عليه سباتاً عميقاً. ثم أخذ الله ضلعاً من آدم وصنع منها امرأة. أحب آدم حواء وأحبته أيضاً. كانت لهما شركة رائعة مع بعضهما البعض. لقد كان هذا مخطط الله لأجل وحدة العائلة.

خلق الله كل شيء في ستة أيام، وفي اليوم السابع استراح. ونظر إلى كل ما صنعه فرأى أنه حسنٌ جداً. ولذلك بارك الله اليوم السابع وقدّسه كيوم راحة للإنسان.

إقرأ النص كاملاً مُخطّط الله الرّائع للخَلاص

يخبرنا الكتاب المقَدّس عن ملاك ساقط يُدعى إبليس، أو الشيطان. لقد طُرد من السماء وهو سبب كل الشر. بسببه دخل الألم والمعاناة والمرض والموت إلى العالم.

البدايةُ المأساوية للخطيئة

لقد أحبَّ اللهُ آدمَ وحواءَ. خلق لهما جنة جميلة ليعيشا فيها. دُعيت جنة عدن. كان على آدم أن يعتني بها. في هذه الجنة كان هناك عدة أنواع من النباتات والفاكهة لأجلهما كي يأكلا منها. كانت هناك شجرة تُدعى شجرة معرفة الخير والشر. أخبر الله آدم ألا يأكل من تلك الشجرة، إذ في اليوم الذي يأكل منها، يموت موتاً. وفي أحد الأيام جاء إبليس إلى حواء وأخبرها أكذوبة. قال لها: "لَنْ تَمُوتَا... بَلِ تَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ" (تكوين ٣: ٤ -٥).

إذ نظرت حواء إلى ثمرة هذه الشجرة الجميلة، رأت أنها حسنة للطعام، وأن تناولها سيجلب الحكمة. فأخذت بعض الثمار، وناولت آدم بعضاً منها، وأكلا كلاهما منها. وفي الحال شعرا بذنب شديد في قلبهما. لم يشعرا أبداً بمثل هذا من قبل. عرفا أنهما ارتكبا أمراً خاطئاً جداً. وكانا كلاهما خجلين من أنفسهما إذ فكّرا بعصيانهما. ودخل الخوف إلى قلبهما عندما تفكَّرا في لقاء الله. ولذلك أخفيا أنفسهما بين أشجار الجنة.

مع نسيم الصباح، نادى الله آدم وقال: "أين أنت؟" لم يستطيعا أن يخفيا أنفسهما عن الله، ولذلك تقدما إلى حضرته واعترفا بالخطأ الذي ارتكباه. جعلهما الله يفهمان مدى فداحة الخطيئة التي ارتكباها في عصيانهما لأمره. قال لهما أنه يجب معاقبتهما على عصيانهما. سيختبران الألم والمشقة الآن في حياتهما. سيتوجب عليهما الآن أن يعملا لأجل كسب الرزق. وأجسادهما ستصبح هرمة وتُبلى. سيموتان ويعودان إلى التراب من جديد.

بعد أن طُردا من هذه الجنة الجميلة، وضع الله الْكَرُوبِيمَ مع لَهِيب سَيْفٍ مُتَقَلِّب ليمنعهما من أن يأكلا من شَجَرَةِ الْحَيَاةِ. وبدأا يفهمان تبعات الخطيئة وأي أسى عظيم تجلبه.

النتيجة المحزنة للخطيئة

كان آدم وحواء في غاية الأسف لأجل خطيئتهما في عصيان الله. على الرغم من خطيئتهما ظل الله يحبهما. وعدهما بأن يرسل فادياً لأجل خلاص البشر.

كان قايين وهابيل أول ابنين يُولدان لآدم وحواء. وفي أحد الأيام، قدّما تقدمةً للرب. جلب قايين طعاماً من إنتاجه. وجلب هابيل حَمَلاً جيداً من قطيعه وقدّمه ذبيحة، مهرقاً دمه. أرضت ذبيحة هابيل الله، ولكن الله لم يُسرّ بقايين أو تقدمته.

عندما لاحظ قايين أن الله سُرَّ بهابيل، دخل الحسد والبغض نحو هابيل في قلبه. وفي أحد الأيام وإذ كانا معاً في الحقل، قام قايين وقتل أخيه هابيل. فسأل الله قايين: "أَيْنَ هَابِيلُ أَخُوكَ؟" ما كان قايين ليرغب بأن يقول الحقيقة، ولذلك قال: "لاَ أَعْلَمُ! أَحَارِسٌ أَنَا لأَخِي؟" (تكوين ٤: ٩). لم يكن قايين مطيعاً في اتباع تعليمات الرّب. كان الله قد حذّره قبل أن يقتل هابيل أنه إذا أحسنَ صنعاً فإنه سوف يُقبل. ليته بدّل موقفه وأحبَّ أخيه! من جديد، الخطيئة سبّبت للإنسان أن ينفصل عن حضرة الله. صار قايين هارباً وتائهاً.

هكذا أحبّ اللهُ العالمَ حتّى بَذَلَ ابنَهُ

" أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ... مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرّب" (لوقا ٢: ١١).

بعد مقتل هابيل وترك قايين للبيت، أنجب آدم وحواء ابناً آخر. كان اسمه شِيث. كان شِيث رجلاً يخاف الله. وبارك الله ذرية شِيث. لقد سمعوا وآمنوا بوعود الله الرائعة بمخلّص سيخلّصهم يوماً ما. آمن إبراهيم، بشكل خاص، بالله ولذلك دُعي خليل الله. قيل لإبراهيم أنه من خلال ذريته ستتبارك كل قبائل الأرض.

بعد عدة مئات من السنين حقق الله وعده بإرسال مخلّص إلى العالم. حدث ذلك بطريقة عجائبية، في بيت لحم، تلك البلدة الصغيرة في اليهودية. هناك في زريبة، وُلد طفل لمريم، التي كانت عذراء. (لوقا ٢: ١ ٧). كان ملاك قد أخبر مريم بأن اسم الطفل سيكون يسوع (الذي يعني مخلّص). سيصبح معلّماً عظيماً سيخبر الناس بأشياء كثيرة عن الله. نما يسوع وترعرع مثل بقية الأطفال. وفي سن الثانية عشر فهم كلمات الله أفضل من العديد من المعلّمين والناموسيين في أورشليم. ما من أحد أمكنه أن يطرح عليه سؤالاً يعجز عن الإجابة عنه.

كان يسوع مهتماً للغاية بحاجات شعبه. عندما بلغ الثلاثين من العمر، بدأ يعلّم في المجامع. وفي إحدى الأيام قرأ نبوءة من العهد القديم عن المسيا الآتي. عندما أنهى القراءة، قال للشعب: "إِنَّهُ الْيَوْمَ قَدْ تَمَّ هذَا الْمَكْتُوبُ فِي مَسَامِعِكُمْ" (لوقا ٤: ٢١). لقد كان يعلّم الناس بسلطان. وكان يكرز بأن ملكوت الله قريب، وأن التوبة ضرورية لدخول الملكوت. لقد علّم الناس أن يعبدوا الله في اتضاع وإخلاص. ووبّخ المتكبرين وغير المؤمنين على خطاياهم، وكرز بإنجيل المحبة للفقراء والمحتاجين.

يسوع يقدّم حياةً أبديةً

قال يسوع: "أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا" (يوحنا ١١: ٢٥).

صنع يسوع الكثير من المعجزات، مبرهناً للناس أنه كان المخلّص الموعود المُرسَل من الله. لقد شفى المرضى، ومنح البصر للعميان، وجعل الصمّ يسمعون، وطرد الشياطين، وأقام الأموات إلى الحياة. سار على المياه وهدأ البحر العاصف بكلماته. تكلّم إلى شجرة تين، وفي اليوم التالي وُجدت يابسة من جذورها. أطعم أكثر من خمسة آلاف إنسان جائع بخمسة أرغفة وسمكتين. وعندما شبع الجميع، فضلت اثنتي عشر سلّة من الطعام. وكان الصيّادون يصطادون كميات كبيرة من السمك عندما يلقون شبكاتهم بأمره. وفي أحد الأيام التقى يسوع بعشرة برصٍ سمعوا بما كان يصنعه. وصرخوا: "يا معلّم، ارحمنا". وبكلمته شُفيوا.

حشود كبيرة كانت تتبع يسوع كل يوم، سواء كان في البلدة أو مسافراً على الطرقات. تبارك الناس بكلماته الجذلة السمحة، ولطفه وحنوه وبالمعجزات التي صنعها.

بدأ يخبر الشعب أنه كان ابن الله، وأن الله كان أباه. وأخبر أولئك الذين آمنوا بأنهم كانوا أولاد الله.

قال يسوع لتلاميذه: "أَنَا أَمْضِي لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانًا، وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَانًا آتِي أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ، حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا" (يوحنا ١٤: ٢-٣). هذا المكان في السماء هو لكل المسيحيين الحقيقيين.

"تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي، رِثُوا الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ" (متى ٢٥: ٣٤).

ماتَ يسوعُ عن خطايانا

"لَمَّا مَضَوْا بِهِ إِلَى... الجُلجثةِ، صَلَبُوهُ هُنَاكَ" (لوقا ٢٣: ٣٣).

انزعج الكتبة والفريسيون للغاية من يسوع وتعاليمه. لقد كان غالباً ما يوبخهم لأنهم يطلبون الكرامة وأيضاً بسبب ممارساتهم غير الشرعية في الحصول على الأموال. لقد كانوا يغارون من يسوع ويحسدونه، لأن الكثير من الناس آمنوا به، وتبعوه، وكانوا يمدحونه. وكانوا يخافون أن يجعل الناس يسوع ملكاً عليهم.

لقد حاولوا أن يجعلوا يسوع يقول أو يصنع أشياء تجعل الناس يفقدون إيمانَهم به، ولكن يسوع كان في غاية الحكمة معهم. وتنامى بُغضُهم وغيظهم مع استمرار شعبية يسوع في الازدياد. وتفاقمت الأمور لديهم لدرجة أنهم وضعوا مؤامرات ليقتلوه.

أخذوا يسوع إلى المحكمة واتهموه بأنه صانع شرّ ومجدّفٌ. وألقوا عدة تهم كاذبة ضده. ثم أخذوه إلى بيلاطس البنطي، حاكم اليهودية الروماني. لم يجد بيلاطس عيباً في يسوع، ولذلك قرر أن يطلق سراحه. ولكن المشتكين على يسوع تحولوا إلى غوغاء غاضب وصرخوا قائلين: "اصلبه، اصلبه". عندما سمع بيلاطس صرخاتهم الغاضبة وتهديداتهم، استسلم لمطالبهم وسلّمهم يسوع. فأخذوا يسوع ووضعوا إكليلاً من الشوك على رأسه، وراحوا ينادونه مَلِكَاً بسخرية. بصقوا في وجهه وضربوه بقسوة. وأخيراً سمّروه إلى الصليب وتركوه ليموت.

قُتل يسوع البريء، تماماً مثل الحَمَل الذي قرّبه هابيل على المذبح قبل مئات السنين. كان هابيل قد قرّب حمله كرمز لحمل الله الذي سيموت عن خطايا العالم. كان أنبياء العهد القديم قد أنبأوا أيضاً بآلام يسوع وموته. قال يوحنا المعمدان: "هُوَذَا حَمَلُ اللهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ" (يوحنا ١: ٢٩). "لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ" (يوحنا ٣: ١٦).

قامَ يسوعُ من بين الأموات لكي يحرّرنا

"لَيْسَ هُوَ ههُنَا، لأَنَّهُ قَامَ كَمَا قَالَ! هَلُمَّا انْظُرَا الْمَوْضِعَ الَّذِي كَانَ الرّب مُضْطَجِعًا فِيهِ" (متى ٢٨: ٦).

في اليوم الثالث بعد موت ودفن يسوع، وكان هو اليوم الأول من الأسبوع، جاءت عدة نسوة إلى القبر ليطيّبْنَ جسده. وبما أن الوقت كان باكراً جداً في الصباح، فقد اندهشوا لرؤية القبر الفارغ. كان جسد يسوع قد اختفى. اضطربت قلوبُهم. وفجأة، وقف ملاكان بجانبهن في ثياب لامعة، وقالا: "لِمَاذَا تَطْلُبْنَ الْحَيَّ بَيْنَ الأَمْوَاتِ؟  لَيْسَ هُوَ ههُنَا، لكِنَّهُ قَامَ" (لوقا ٢٤: ٥ ٦). فمضوا سريعاً عائدين ليخبروا التلاميذ بما رأين وسمعن. لم يصدّق التلاميذ قصتهن، ولذلك ذهب بطرس ويوحنا ليتحققا من الأمر بأنفسهما. فوجدا، هما أيضاً، القبر الفارغ. دخلا ورأيا الثياب الكتّانية، والمنديل الملفوف بعناية الذي كان يلف رأس يسوع. عندما رأيا تلك الأشياء صدّقا قصة النسوة. في المساء من نفس اليوم كان التلاميذ مجتمعين معاً خلف الأبواب المغلقة بسبب خوفهم من اليهود. وفجأة وقف يسوع في وسطهم وقال: "سلامٌ لكم". وأراهم يديه المطعونتين وجنبه. عندما رأوا الرّب ابتهجوا وآمنوا أنه كان يسوع نفسه الذي كان قد صُلب وقام من بين الأموات. بعد ذلك، أظهر يسوع نفسه لأناس كثيرين كدليل كامل على قيامته.

الصباح الذي قام فيه يسوع من بين الأموات لا يزال اليوم الأعظم والأمجد في التاريخ. في هذا اليوم اكتمل مخطط الله الرائع في الخلاص. مخطط الخلاص هذا يحدث تغييراً في قلوب وحياة الناس بنعمة الله من خلال الإيمان بموت يسوع وقيامته. "إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا" (٢ كورنثوس ٥: ١٧). والآن كل من يقبل يسوع في قلبه ويتبعه في طاعة ينال قيامة في حياته ويحيا إلى الأبد في السماء. لقد قال يسوع: "إِنِّي أَنَا حَيٌّ فَأَنْتُمْ سَتَحْيَوْنَ" (يوحنا ١٤: ١٩).

هل لامَسَتْ هذه الرِّسالَةُ قلبَكَ؟ ما هو جوابك؟ هل تتوب وتؤمن بالإنجيل؟ "لَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ" (أعمال ٤: ١٢). لا تؤجِّلْ. تعالَ إلى يسوع اليوم.

اتصل بنا

اطلب نبذات

سَلامُ الفِكرِ في عَالمٍ مُضْطرِب

Peace

"السلام، أين هو السلام- لشعوبنا، وبيوتنا، والأهم لقلوبنا وفكرنا؟" هذه الصرخة اليائسة ما برحت تُسمع عبر الأجيال. هل هي أيضاً صرخةُ قلبك؟

الناس مرهقون وقلقون. لا شك أن هناك حاجة للتوجيه والمشورة، للأمان والطمأنينة. نحن نحتاج، ونريد، سلامَ الفكر.

سلام الفكر- يا له من كنز! هل يمكن إيجاد هذا الكنز في عالم مليء بالنزاع واليأس، الاضطراب والقلاقل؟

إقرأ النص كاملاً سَلامُ الفِكرِ في عَالمٍ مُضْطرِب

البحث الحثيث دائرٌ. الكثير من الناس يبحثون عن السلام في الشهرة والثروة، في المتعة والقوة، في الثقافة والمعرفة، في العلاقات الإنسانية والزواج. إنهم يرغبون بأن يملأوا رؤوسهم بالمعرفة وكيس نقودهم بالثروة، ولكن نفوسهم تبقى فارغة. آخرون يسعون إلى الهروب من وقائع الحياة بالمخدرات أو الكحول، ولكن السلام الذي يطلبونه يتملص منهم. لا يزالون فارغين ومنعزلين، لا يزالون في عالمٍ مضطرب بذهنٍ مضطرب.

الإنسان في اضطراب

لقد خلق الله الإنسان ووضعه في جنة جميلة لكي يتمتع بالسلام الكامل، والفرح، والسعادة. ولكن عندما عصى آدم وحواء، انتابهم في الحال الشعور بالذنب. بينما كانوا قبلاً يتوقون لحضور الله، صاروا الآن يحجبون أنفسهم في خزي. الذنب والخوف حلّا محل السلام والسعادة التي كانا يعرفانها. خطيئة الإنسان كانت بداية عالم مضطرب- وذهن مضطرب.

رغم أن نفوسنا تتوق إلى الله، إلا أن طبيعتنا الخاطئة تتمرد على طرقه. هذا الصراع الداخلي يسبّب توتراً ومحنة. عندما نتمحور، مثل آدم وحواء، على رغباتنا وطموحاتنا، نصبح قَلِقين ونَكِدين. كلما ركّزْنا على أنفسنا أكثر، كلمّا ازداد اضطرابنا. شكوك الحياة والعالم المتغير المنحط يهز أماننا ويزعج سلامنا.

رغم أنك ربما لم تدرك أو تعترف بذلك، إلا أن الخطيئة يمكن أن تكون السبب في قلقك واضطرابك. الكثير من الناس يبحثون وسط الأشياء الخارجية والمادية ليجدوا السلام. يلومون العالم المضطرب لأجل فكرهم المضطرب. ولكنهم يخفقون في النظر إلى داخل قلبهم ذاته.

يسوعُ المسيح أميرُ السلام

لا يمكن أن يكون هناك سلام إلى أن تُجلَب كل جوانب الحياة إلى انسجام مع ذاك الذي خلقنا ويفهمنا. وهذا ممكن فقط باستسلام كامل للمسيح. ليس هو فقط سيد العالم بل إنه أيضاً يعرف حياتنا من البدء حتى النهاية. لقد كان يفكر بنا عندما جاء إلى العالم "لِيُضِيءَ عَلَى الْجَالِسِينَ فِي الظُّلْمَةِ وَظِلاَلِ الْمَوْتِ، لِكَيْ يَهْدِيَ أَقْدَامَنَا فِي طَرِيقِ السَّلاَمِ" (لوقا ١: ٧٩).

يسوع يمنح النور بدل الظلام، والسلام بدل النزاع، والفرح بدل الحزن، والرجاء بدل اليأس، والحياة بدل الموت. يقول في إنجيل يوحنا، (يوحنا ١٤: ٢٧): "سَلاَمًا أَتْرُكُ لَكُمْ. سَلاَمِي أُعْطِيكُمْ... لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ وَلاَ تَرْهَبْ".

التوبةُ تجلب سلامَ الفكر

عندما تشعر بثقل الخطيئة الكبير يثقل كاهلك، فإن العلاج هو أن "تُوبُوا وَارْجِعُوا لِتُمْحَى خَطَايَاكُمْ" (أعمال ٣: ١٩). يسوع يدعوك إلى هذه الخبرة العظيمة التي تغير الحياة. "تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ" (متى ١١: ٢٨). الآية في ١ يوحنا ١: ٩ تعدنا بأنه "إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ". فهلا تقبل دعوته؟

عندما تأتي إلى يسوع، ستجد الغفران والحرية. وبدلاً من الاستياء وعدم الغفران، سيمتلئ قلبك بالمحبة والرحمة. عندما يملك يسوع على قلبك، ستحبُّ أعداءَك. وهذا ممكن بقوة دم المسيح الافتدائي.

سلامٌ راسخ

بالنسبة للمسيحي، الإيمان بالله والاتكال على عنايته هو الترياق ضد الخوف والقلق. كم هو مريح ومطمئن للنفس أن تتكل على إله لا يتبدل وهو من الأزلي إلى الأبد. إنه يحبنا وسيُعنى بنا دائماً. فلماذا القلق والاضطراب؟ لنتعلّم أن نعمل كما نقرأ في ١ بطرس ٥: ٧، "مُلْقِينَ كُلَّ هَمِّكُمْ عَلَيْهِ، لأَنَّهُ هُوَ يَعْتَنِي بِكُمْ". ولدينا أيضاً الوعد بأن "ذُو الرَّأْيِ الْمُمَكَّنِ تَحْفَظُهُ سَالِمًا، لأَنَّهُ عَلَيْكَ مُتَوَكِّلٌ" (أشعياء ٢٦: ٣).

إذ يكون يسوع المسيح في قلبك، ينتهي بحثك عن السلام. سيمنحك سلاماً وهدوءاً يأتي فقط من الاتكال عليه. ستكون قادراً على أن تقول مع الشاعر:

أعرفُ سلاماً، حيث لا سلام،

سكوناً، حيث تهبّ الرياح العاتية،

مكاناً سرّياً ألتقي فيه وجهاً لوجه

مع المعلِّم الذي أمضي معه.

رالف سباولدينغ كوشمان

ستحصل على سلام الفكر في عالمٍ مضطربٍ! افتح باب قلبك للمسيح- الآن تماماً- وسيفتح هو يوماً ما باب السماء لأجلك، حيث سيسود سلامٌ رائعٌ إلى أبد الآبدين.

اتصل بنا

اطلب نبذات

هل أنتَ مَغفورٌ لك؟

نحتاجُ لأن يغفرَ لنا الله لكي نَخْلص. دمُ يسوع هو الطريق الوحيد لحدوث ذلك. يجب أن نتّضع وأن نغفرَ للآخرين لكي ننالَ المغفرة. هلّا تقبل غفران الله؟ هذا تعليم جيد لأولئك الذين يجاهدون لفهم المغفرة. 

هل أنت مغفور لك؟ مستقبلك الأبدي يعتمد على الجواب على هذا السؤال الخطير. يعلّمنا الكتاب المقَدّس أنه "لَيْسَ بَارٌّ وَلاَ وَاحِدٌ" (رومية ٣: ١٠). الآية ٢٣ من نفس الأصحاح تقول: "إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ". علينا أن نجد مغفرة الله إن أردنا أن نخلص من تبعات الخطيئة. يوماً ما سنلتقي بالرّب في الدينونة. "لأَنَّهُ لاَبُدَّ أَنَّنَا جَمِيعًا نُظْهَرُ أَمَامَ كُرْسِيِّ الْمَسِيحِ، لِيَنَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مَا كَانَ بِالْجَسَدِ بِحَسَبِ مَا صَنَعَ، خَيْرًا كَانَ أَمْ شَرًّا"  (٢ كورنثوس ٥: ١٠).

سوف نواجه الأبدية، وهذا يجعل الأمرَ لِزاماً علينا أن نعرف إذا ما كان مغفور لنا. إن كان مغفور لنا، فسنُقبَل في السماء. وإن لم يكن مغفور لنا، فسيُحكَم علينا بالجحيم الأبدي مع الشيطان وملائكته. "وَمَتَى جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي مَجْدِهِ وَجَمِيعُ الْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِينَ مَعَهُ، فَحِينَئِذٍ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ. وَيَجْتَمِعُ أَمَامَهُ جَمِيعُ الشُّعُوبِ، فَيُمَيِّزُ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ كَمَا يُمَيِّزُ الرَّاعِي الْخِرَافَ مِنَ الْجِدَاءِ، فَيُقِيمُ الْخِرَافَ عَنْ يَمِينِهِ وَالْجِدَاءَ عَنِ الْيَسَارِ. ثُمَّ يَقُولُ الْمَلِكُ لِلَّذِينَ عَنْ يَمِينِهِ: تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي، رِثُوا الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ" (متى ٢٥: ٣١-٣٤). "ثُمَّ يَقُولُ أَيْضًا لِلَّذِينَ عَنِ الْيَسَارِ: اذْهَبُوا عَنِّي يَا مَلاَعِينُ إِلَى النَّارِ الأَبَدِيَّةِ الْمُعَدَّةِ لإِبْلِيسَ وَمَلاَئِكَتِهِ" (الآية ٤١).

المغفرة بدم المسيح

فما الذي نستطيع أن نفعلهُ، إذاً، لكي نخلّص نفوسَنَا؟ لا نستطيع أن نخلّص أنفسنا، ولكن نستطيع أن نقبل المخطط الذي أعدّه الله لنا. سيساعدنا على فهم هذا المخطط أن نفكر فيما أظهره لشعبه، بني إسرائيل، قبل مجيء المسيح. لقد أخبرهم الله أن يقدموا ذبائح حيوانية. الحِمْلان التي كانت تُذبح كانت تشير إلى حمل الله الكامل، يسوع المسيح، الذي سيفتدي كل الناس بسفك دمه لأجل خطاياهم. سفك الدم كان يساعد الناس أيضاً على فهم خطورة الخطيئة. الآية في أفسس ١: ٧ تقول: "الَّذِي فِيهِ لَنَا الْفِدَاءُ بِدَمِهِ، غُفْرَانُ الْخَطَايَا".

إقرأ النص كاملاً هل أنتَ مَغفورٌ لك؟

"عَالِمِينَ أَنَّكُمُ افْتُدِيتُمْ لاَ بِأَشْيَاءَ تَفْنَى، بِفِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ، مِنْ سِيرَتِكُمُ الْبَاطِلَةِ الَّتِي تَقَلَّدْتُمُوهَا مِنَ الآبَاءِ بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَل بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ، دَمِ الْمَسِيحِ" (١ بطرس ١: ١٨-١٩). غفراننا يأتي بموت المسيح وسفك دمه عن خطايا الإنسان (عبرانيين ٩: ٢٢).

دعونا ننتبه إلى حقيقة أننا، وبسبب خطايانا، نستحق الموت الأبدي. ولكن بفضل محبته ورحمته نحونا، مات يسوع بدلاً عنّا، وهكذا يصبح بالإمكان أن ننال المغفرة وأن تُمحى تعدّياتنا.

عدمُ الغُفران يجلبُ العبودية

عندما نختبر مغفرة المسيح الشفوقة ننال السلام. لأجل الاحتفاظ بهذا السلام من الضروري أن نغفر للآخرين. يخبرنا المسيح في متى ٦: ١٤-١٥، أنه "إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَّلاَتِهِمْ، يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضًا أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ. وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَّلاَتِهِمْ، لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمْ أَيْضًا زَّلاَتِكُمْ".

يعطي يسوع تعليماً واضحاً عن مخاطر عدم المغفرة: "يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ إِنْسَاناً مَلِكاً أَرَادَ أَنْ يُحَاسِبَ عَبِيدَهُ. فَلَمَّا ابْتَدَأَ فِي الْمُحَاسَبَةِ قُدِّمَ إِلَيْهِ وَاحِدٌ مَدْيُونٌ بِعَشْرَةِ آلاَفِ وَزْنَةٍ. وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَا يُوفِي أَمَرَ سَيِّدُهُ أَنْ يُبَاعَ هُوَ وَامْرَأَتُهُ وَأَوْلاَدُهُ وَكُلُّ مَا لَهُ وَيُوفَى الدَّيْنُ. فَخَرَّ الْعَبْدُ وَسَجَدَ لَهُ قَائِلاً: يَا سَيِّدُ تَمَهَّلْ عَلَيَّ فَأُوفِيَكَ الْجَمِيعَ. فَتَحَنَّنَ سَيِّدُ ذَلِكَ الْعَبْدِ وَأَطْلَقَهُ وَتَرَكَ لَهُ الدَّيْنَ. وَلَمَّا خَرَجَ ذَلِكَ الْعَبْدُ وَجَدَ وَاحِداً مِنَ الْعَبِيدِ رُفَقَائِهِ كَانَ مَدْيُوناً لَهُ بِمِئَةِ دِينَارٍ فَأَمْسَكَهُ وَأَخَذَ بِعُنُقِهِ قَائِلاً: أَوْفِنِي مَا لِي عَلَيْكَ. فَخَرَّ الْعَبْدُ رَفِيقُهُ عَلَى قَدَمَيْهِ وَطَلَبَ إِلَيْهِ قَائِلاً: تَمَهَّلْ عَلَيَّ فَأُوفِيَكَ الْجَمِيعَ. فَلَمْ يُرِدْ بَلْ مَضَى وَأَلْقَاهُ فِي سِجْنٍ حَتَّى يُوفِيَ الدَّيْنَ. فَلَمَّا رَأَى الْعَبِيدُ رُفَقَاؤُهُ مَا كَانَ حَزِنُوا جِدّاً. وَأَتَوْا وَقَصُّوا عَلَى سَيِّدِهِمْ كُلَّ مَا جَرَى. فَدَعَاهُ حِينَئِذٍ سَيِّدُهُ وَقَالَ لَهُ: أَيُّهَا الْعَبْدُ الشِّرِّيرُ كُلُّ ذَلِكَ الدَّيْنِ تَرَكْتُهُ لَكَ لأَنَّكَ طَلَبْتَ إِلَيَّ. أَفَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّكَ أَنْتَ أَيْضاً تَرْحَمُ الْعَبْدَ رَفِيقَكَ كَمَا رَحِمْتُكَ أَنَا؟. وَغَضِبَ سَيِّدُهُ وَسَلَّمَهُ إِلَى الْمُعَذِّبِينَ حَتَّى يُوفِيَ كُلَّ مَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِ. فَهَكَذَا أَبِي السَّمَاوِيُّ يَفْعَلُ بِكُمْ إِنْ لَمْ تَتْرُكُوا مِنْ قُلُوبِكُمْ كُلُّ وَاحِدٍ لأَخِيهِ زَلاتِهِ" (متى ١٨: ٢٣-٣٥).

أن تبغض شخصاً، أو تضمر شعوراً بالغيظ، أو تحمل ضغينة يُسبّبُ عدة آثار سلبية. الشخص الذي يسمح بهكذا مواقف في حياته يصبح تعيساً ومُنكّداً. تتدهور صحتُه، وكذلك علاقاته.

عندما لا نغفر للآخرين، ينشأ عن ذلك عبودية يمكن مقارنتها بالاستعباد مِن قِبَل الناس أو التقيّد بإدمان مادةٍ ما. غالباً ما تسبّبُ عدم المغفرة هذه مرارةً تتآكلنا من الداخل والخارج. إنها تحتجزنا في بوتقة الأسى والغضب والنزاع؛ تمنع عنا الفرح والمحبة والصداقة. هذه المرارة هي نتيجة روح متكبّرة تسعى للإبقاء على الحزازة والانتقام لأجل ارتكابات خاطئة حقيقية. إن رفضنا التخلي عن مشاعر الانزعاج، فإنها سوف تتملّكنا وتسيطر علينا في نهاية الأمر. وسنكون عبيداً لها وأيضاً مستعبَدين للخطيئة أمام الله.

مغفرة غير مشروطة

علّمنا يسوع أن السبيل الوحيد أمامنا لمنح الغفران للآخرين هو بنفس الطريقة التي غفر لنا بها. ليس لنا أن نشترط المغفرة بأن تكون حسب طبيعة أو جاذبية الشخص الذي أساء إلينا، أو عدد الإساءات، أو شخصية المسيء. علينا أن نبدي رحمة غير مشروطة كما أبدى الله الرحمة لنا. إذ نتضع في أنفسنا ونمنح الغفران للآخرين، فإن الله يفتح الطريق أمامنا لنطلب الغفران عن أخطائنا الذاتية وخطايانا. الله يغفر بشكل كامل لكل من يأتي إليه بروح تواضع وتوبة.

إذ نتبع الروح القدس، سنعرف الحق، والحق سيحررنا. (يوحنا ٨: ٣٢). الآية ٣٦ تقول: "إِنْ حَرَّرَكُمْ الابْنُ فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَارًا".

"الْيَوْمَ، إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ" (عبرانيين ٣: ١٥). في متى ١١: ٢٨، قال يسوع: "تعالوا إليّ... وأنا أريحكم". إذ نتبع هذه التعاليم، سيُغفر لنا وسنكون قادرين على أن نغفر للآخرين.

المجيء إلى الله

والسؤال الآن هو، كيف نأتي إلى الله؟ الجواب هو في الكتاب المقَدّس. "لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يُقْبِلَ إِلَيَّ إِنْ لَمْ يَجْتَذِبْهُ الآبُ الَّذِي أَرْسَلَنِي" (يوحنا ٦: ٤٤). الله، بواسطة روحه القدوس، يجعلنا مدركين بأننا خطأة وفي حاجة إلى مخلّص. أحياناً لا نفهم بشكل كامل دعوة الله. قد نبدأ بملاحظة شعور بالفراغ والعزلة في قلبنا، حاجة لشيء ما، شعور بأننا لسنا على نحو صائب، قناعة بأننا ضالون.

عندما ندرك عدم الارتياح هذا في أنفسنا، فإننا نحتاج إلى أن نفتح قلبنا لله طلبناً للإرشاد. حمل الخطيئة سيصبح ثقيلاً جداً، وقلبنا سيصبح نادماً بسبب حياتنا الآثمة الماضية. يريدنا الله أن نسلّم حياتنا له في توبة حقيقية. عندما يرى الله قلبنا المحطم المنسحق ندماً واستعدادنا لأن نصنع مشيئته بشكل كامل، فإنه يغفر لنا حياتنا الآثمة الماضية وننال الغفران والسلام. (المزمور ٣٤: ١٨؛ المزمور ٥١: ١٦-١٧). يا لسعادتنا الآن، ولكم نودّ أن نشارك الآخرين بما صنعه المسيح في قلبنا.

ليس هذا أمراً فكرياً وحسب، أو تغييراً في ذهن المرء. إنه عمل الروح القدس في القلب الذي يهدينا إلى حياة جديدة. من خلال قوة الروح القدس هذه لدينا إيمان لنتكل على الله بحيث نتخلى عن إرادتنا الذاتية ونغفر للآخرين. ٢ كورنثوس ٥: ١٧ تقول: "إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا".

 طريقة الكتاب المقَدّس في المغفرة جميلة. الإيمان الحافل بالثقة والاتكال على ذبيحة يسوع، مترافقاً مع تسليم كامل لله ومشيئته، يزيل الإثم من قلبنا. وخطايانا تغطى بالكامل بدم يسوع المسيح المسفوك. الغفران الذي يعطيه الله يزيل مشاعر الإساءة والألم لدينا. إنه يمسح صفحتنا فتصير نظيفة ويغفر تعدّياتنا، "وَلاَ أَذْكُرُ خَطَايَاهُمْ وَتَعَدِّيَاتِهِمْ فِي مَا بَعْدُ" (عبرانيين ٨: ١٢). يا لها من حرية رائعة نستطيع أن نختبرها عندما يغفر الله خطايانا ونستطيع أن نغفر لإخوتنا البشر. أنت أيضاً يمكنك أن تختبر هذا في قلبك وفي حياتك. تعالَ إلى الرّب اليوم.

اتصل بنا

اطلب نبذات