التوبة الحقيقية- باب الرحمة

إنها لحقيقة معروفة ، أننا كلنا بالطبيعة أموات بالذنوب والخطايا . وبالتالي فإن اعمالنا ميتة، ولا يمكننا أن نتحرر من هذا الموت وهذه الأعمال الميتة بدون توبة حقيقية مخلصة.

"توبوا وآمنوا بالإنجيل"

هذا هو أول أمر للخطاة، وبداية التعليم عن الحياة المسيحية ( مرقس ١٥:١ ، وعبرانيين ١٢:٥ و ١:٦ ) . إن الخاطئ الذي لم يختبر خلاص المسيح لا يستطيع إن يستجيب لفرائضه ووصاياه. ولذلك ، فإن التوبة يمكن مقارنتها بنار الممحص و أشنان القصار -- النار التي تنقي الذهب والفضة من المواد الغريبة ، و الاشنان التي تزيل البقع السوداء من الأقمشة ( ملاخي ٢:٣ ). فضلاً عن ذلك فإن النار تمحص جميع أنواع المعادن وتنقيها إعداداً لصياغتها وتشكيلها. والسبب الذي من أجله يجب أن نتوب هو لأن "الله . . . أقام يوماً هو فيه مزمع أن يدين المسكونة بالعدل برجل قد عينه مقدماً للجميع إيماناً إذ أقامه من الأموات" (أعمال ١٧: ٣٠ و ٣١). ولهذا فمن الضروري جداً أن نمر في النار ، والسبك، والتشكيل، حتى لا نطرح جانباً في يوم الدينونة، لأننا لم نستعد، ولم نكن مؤهلين للملكوت السماوي.

إن التوبة ( أو الحاجة إلى التوبة ) تظهر أو تثبت لنا بأننا قد صرنا مذنبين ، وخداماً للخطية. الخطية أصلها الشيطان لأنه " من البدء يخطئ" (١ يوحنا ٨:٣ ). يشوب الكذب في كل خطية ، والشيطان هو أبو الكذاب ، وهو قتال للناس من البدء لأنه من البدء قد أخطأ (يوحنا ٤٤:٨).

لقد خلق الله آدم وحواء على صورته كشبهه ، وطبع عليهما صفاته القدسية وملأ قلبيهما بالروح القدس . ولو انهما استسلما لتعليم الروح القدس وسيادته وأطاعاه ، ما سقطا ، ولكن لأنهما لم يصدقا الله، بل صدقا الحية ( أو إبليس الذي إستخدم الحية كوسيط ) أصبحا متعديين -- وذبحهما الشيطان بكذبة واحدة وصار قائلاً لهما ، لأنهما كتب عليهما الموت في نفس اليوم الذي أكلا فيه من الشجرة المحرمة.

إن تعدي آدم وحواء هو أصل الخطية بالنسبة للإنسان . لأن الإنسان أصبح ميتاً ، واستمطر اللعنة على نفسه ، فكان من الممكن إن يهلك أبدياً لو لم يعده الله بالمخلص أو المنقذ الآتي .

إقرأ النص كاملاً التوبة الحقيقية- باب الرحمة

الله في محبته ورحمته التي لا يسبر غورهما ، قضى أمراً للجنس البشري ، ووعد بأن نسل المرأة سيسحق رأس الحية . ومع كون آدم قد آمن بهذا الوعد ، وتجدد بالتوبة، لكنه مع ذلك بقي خاضعاً للموت ، وخاطئا بالطبيعة-- الطبيعة الخاطئة التي غرست في كل نسله . إن هذا التصور والطبيعة الشريرة يسميان ب"الخطية المورثة"...

وكل طفل يولد في العالم يرث الخطية (مزمور ٥:٥١ ؛ ١٢:٥ ، ١٤، ١٥). لكن ، كون الطفل ليس لديه خطية فعلية يدان عليها ، بل خطية موروثة فقط ، فهو لا يستطيع أن يتوب لأن لا يستطيع التمييز بين الخير والشر.

فالخطية الأصلية في الطفل هي كبذرة في الأرض لم تعمق جذورها بعد ، وبالتالي لا تتكون شجرة الشر إن لم تمد البذرة جذورها ، والشجرة لم تنم بعد. ( تثنية ٣٩:١). ولكن عندما يبدأ الطفل يميز بين الخير والشر، ويستيقظ ضميره إلى حد إدانته على الخطايا التي يرتكبها ، عندئذ تصبح هذه الخطايا تحت الدينونة ، وإذا أراد طفل كهذا أن ينجو من دينونة الله العادلة يجب عليه أن يتوب. ولكن الأطفال الذين ما زالوا أبرياء من الخطايا الفعلية فإنهم يرثون ملكوت الله بدون توبة أو تجديد ، أو أية فريضة خارجية تنوبعنهم مع كون الخطية الموروثة متأصلة فيهم. فالخطية الموروثة قد غرست بعمق ، وتأصلت جذورها في طبيعتنا بحيث لا يمكن إستئصالها في هذه الحياة ، لا من الطفل البريء ، ولا من المؤمنين المتجددين حتى يأتي الموت ويفني هذا الجسد ، ثم تأتي القيامة وتغير شكل جسد تواضعنا الذي تسربت إليه الخطية ، ليكون على صورة جسد مجد الرب يسوع المسيح بهذا التغيير المجيد فقط نصيرمؤهلين لنرث الملكوت السماوي، لأن لحما ودما لن يرثا ملكوت الله ) كورنثوس ٥٠:١٥ ؛ فيليبي ٢١:٣ ( . يتكون الإنسان من جسد ونفس وروح، وقد تسمم كله وتلوث بالخطية والألم-- ولذلك فإن كل من يسلك في الخطية هو ميت (١تسالونيكي ٢٣:٥ ؛ افسس ١:٢.(

إن روح الله يتعامل مع الإنسان ويريه بأنه لا يمكن أن يقبله في يوم الدينونة بسبب آثامه ونجاساته ، ﻷن الله قدوس وعادل، ولا يمكن لشخص غير طاهر أن يملك معه في الملكوت السماوي .وعندما يحضر روح الله هذه الأمور إلى الذهن ، فإن روح الإنسان المتحدة مع النفس والجسد تصبح قلقة وخائفة إلى حد ما أنها تشتاق إلى ما تلجأ إليه كي تنال حرية مجد أولاد الله (رومية ١٩:٨و ٢١ و ٢٢ ) . إن روح الله يكشف للإنسان فساد قلبه وخطاياه وآثامه العديدة . وروح الإنسان الخالدة تشتاق إلى التحرر من "عبودية الفساد " وترغب في الإنتقال إلى حرية مجد أولاد الله.

كل هذه الأمور، تدفع الإنسان أن يشعر بخطاياه ويندم و يتوب عنها. عندئذ حين يدرك الإنسان أنه مصاب بمرض الخطية العضال ويجد نفسه مفعمة بفساد الشر من الرأس إلى القدم، ويحس بالتعب من حمل آثامه ، عندئذ يستنجد بالمسيح الذي ينادي جميع هؤلاء الخطاة قائلا: "تعالوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم" (متى ٢٨:١١.(

إذا كان الخاطئ يشعر أنه قد أحزن الله بآثامه وخطاياه ( حتى ولو كان صغيرا في السن ولم يعش إلا عمرا قصيرا في الخطية فمثل هذا الصغير السن هو خاطئ في عيني الله، لأن كل ساعة من ساعات حياتنا ملك لله ، وإذا استخدم الإنسان وقته لذاته فهو يسرقه من الله) ومثل هذا الإنسان يحزن " لأن الحزن الذي بحسب مشيئة الله ينشئ توبة" (٢ كورنثوس ١٠:٧ (

الخطية تعرف بالناموس ، " على أن الخطية لا تحسب إن لم يكن ناموس (رومية ١٣:٥ و ٧:٧ ) والناموس هو المرآة التي يرى فيها الخاطىء خطيئته فيدينه حتى يتوب. يقول الناموس : "لا تشته" ، وبهذه الكلمات يستطيع الخاطىء ان يرى نفسه كيف يعيش في الشهوات والرغبات الشريرة ، الأمور التي يحكم الناموس عليها بالموت "لأنه مكتوب ملعون كل من لا يثبت في جميع ما هو مكتوب في كتاب الناموس ليعمل به" ( غلاطية ١:٣ ) . وعندما ينفذ نور ناموس الله المقدس في نفس الإنسان، ويعلن له تعديه فإنه يدينه حتى يعلم بأنه هالك لا محالة . فإن حزن وندم واعترف بذنبه لله، وبأن تصرفه وعمله يستحقان الموت الأبدي ، عندئذ يبدأ الخاطىء بالبحث عن علاج لمرضه وخطيئته . وحين يتأمل الخاطئ المثقل بخطيئته في جدارة الرب يسوع المسيح ، ويعرف أنه بموته صار علاجا له، وانه باستحقاقاته وبره، قد أطفا غضب الله ضده، لأنه احتمل هذا الغضب بدلا عنه على الصليب ، عندئذ يقتنع الخاطىء أن عليه أن يطلب المسيح -- الطبيب الشافي -- ليحصل على شفاء لمرضه.

الخطية تعرف بالناموس ، " على أن الخطية لا تحسب إن لم يكن ناموس (رومية ١٣:٥ و ٧:٧ ) والناموس هو المرآة التي يرى فيها الخاطىء خطيئته فيدينه حتى يتوب. يقول الناموس : "لا تشته" ، وبهذه الكلمات يستطيع الخاطىء ان يرى نفسه كيف يعيش في الشهوات والرغبات الشريرة ، الأمور التي يحكم الناموس عليها بالموت "لأنه مكتوب ملعون كل من لا يثبت في جميع ما هو مكتوب في كتاب الناموس ليعمل به" ( غلاطية ١:٣ ) . وعندما ينفذ نور ناموس الله المقدس في نفس الإنسان، ويعلن له تعديه فإنه يدينه حتى يعلم بأنه هالك لا محالة . فإن حزن وندم واعترف بذنبه لله، وبأن تصرفه وعمله يستحقان الموت الأبدي ، عندئذ يبدأ الخاطىء بالبحث عن علاج لمرضه وخطيئته . وحين يتأمل الخاطئ المثقل بخطيئته في جدارة الرب يسوع المسيح ، ويعرف أنه بموته صار علاجا له، وانه باستحقاقاته وبره، قد أطفا غضب الله ضده، لأنه احتمل هذا الغضب بدلا عنه على الصليب ، عندئذ يقتنع الخاطىء أن عليه أن يطلب المسيح -- الطبيب الشافي -- ليحصل على شفاء لمرضه.

قبل ذلك ، كان ضميره يبكته ، ولكنه الآن يتمتع بالسلام ، ﻷن بر الله الذي كان يشتكي على الخاطىء ، صار الآن واحدا مع البر الذي قد اشترك فيه في المسيح يسوع إذ يسود الآن سلام بين الله القدوس والإنسان الخاطىء كما يقول بولس" فإذ تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح") رومية ١:٥ .(

التوبة الحقيقية تشتمل على الغفران . فإن كان حزننا لا ينيلنا الغفران وسلام الضمير الصالح فهو حزن ناقص . إن غفران الخطايا يجب أن يكون نتيجة للتوبة الصادقة إلى الله. لأنه ما الجدوى من وضع الذهب في النار إن لم يتنق ويتطهر ويصبح صالحا للسبك ؟ وما فائدة أن نضع معدنا آخر في النار ولا نسبكه في شكل معين ؟ على هذا ،فإن التوبة التي تحوي غفران الخطايا ، هي النار التي تصهرنا لكي نتطهر بدم المسيح ونتنقى ونقبل الروح القدس حتى تصل إلى المثال الإلهي المقبول ، تماما كالمعدن الذي يصهر ويسبك.

هذا هو "شكل التعليم " الذي به نخلص من الخطية ونلبس قوة من الأعالي، حتى بنعمة الله نستطيع السير في طرقه (رومية ١٧:٦ (

اتصل بنا

اطلب نبذات

سَلامُ الفِكرِ في عَالمٍ مُضْطرِب

Peace

"السلام، أين هو السلام- لشعوبنا، وبيوتنا، والأهم لقلوبنا وفكرنا؟" هذه الصرخة اليائسة ما برحت تُسمع عبر الأجيال. هل هي أيضاً صرخةُ قلبك؟

الناس مرهقون وقلقون. لا شك أن هناك حاجة للتوجيه والمشورة، للأمان والطمأنينة. نحن نحتاج، ونريد، سلامَ الفكر.

سلام الفكر- يا له من كنز! هل يمكن إيجاد هذا الكنز في عالم مليء بالنزاع واليأس، الاضطراب والقلاقل؟

إقرأ النص كاملاً سَلامُ الفِكرِ في عَالمٍ مُضْطرِب

البحث الحثيث دائرٌ. الكثير من الناس يبحثون عن السلام في الشهرة والثروة، في المتعة والقوة، في الثقافة والمعرفة، في العلاقات الإنسانية والزواج. إنهم يرغبون بأن يملأوا رؤوسهم بالمعرفة وكيس نقودهم بالثروة، ولكن نفوسهم تبقى فارغة. آخرون يسعون إلى الهروب من وقائع الحياة بالمخدرات أو الكحول، ولكن السلام الذي يطلبونه يتملص منهم. لا يزالون فارغين ومنعزلين، لا يزالون في عالمٍ مضطرب بذهنٍ مضطرب.

الإنسان في اضطراب

لقد خلق الله الإنسان ووضعه في جنة جميلة لكي يتمتع بالسلام الكامل، والفرح، والسعادة. ولكن عندما عصى آدم وحواء، انتابهم في الحال الشعور بالذنب. بينما كانوا قبلاً يتوقون لحضور الله، صاروا الآن يحجبون أنفسهم في خزي. الذنب والخوف حلّا محل السلام والسعادة التي كانا يعرفانها. خطيئة الإنسان كانت بداية عالم مضطرب- وذهن مضطرب.

رغم أن نفوسنا تتوق إلى الله، إلا أن طبيعتنا الخاطئة تتمرد على طرقه. هذا الصراع الداخلي يسبّب توتراً ومحنة. عندما نتمحور، مثل آدم وحواء، على رغباتنا وطموحاتنا، نصبح قَلِقين ونَكِدين. كلما ركّزْنا على أنفسنا أكثر، كلمّا ازداد اضطرابنا. شكوك الحياة والعالم المتغير المنحط يهز أماننا ويزعج سلامنا.

رغم أنك ربما لم تدرك أو تعترف بذلك، إلا أن الخطيئة يمكن أن تكون السبب في قلقك واضطرابك. الكثير من الناس يبحثون وسط الأشياء الخارجية والمادية ليجدوا السلام. يلومون العالم المضطرب لأجل فكرهم المضطرب. ولكنهم يخفقون في النظر إلى داخل قلبهم ذاته.

يسوعُ المسيح أميرُ السلام

لا يمكن أن يكون هناك سلام إلى أن تُجلَب كل جوانب الحياة إلى انسجام مع ذاك الذي خلقنا ويفهمنا. وهذا ممكن فقط باستسلام كامل للمسيح. ليس هو فقط سيد العالم بل إنه أيضاً يعرف حياتنا من البدء حتى النهاية. لقد كان يفكر بنا عندما جاء إلى العالم "لِيُضِيءَ عَلَى الْجَالِسِينَ فِي الظُّلْمَةِ وَظِلاَلِ الْمَوْتِ، لِكَيْ يَهْدِيَ أَقْدَامَنَا فِي طَرِيقِ السَّلاَمِ" (لوقا ١: ٧٩).

يسوع يمنح النور بدل الظلام، والسلام بدل النزاع، والفرح بدل الحزن، والرجاء بدل اليأس، والحياة بدل الموت. يقول في إنجيل يوحنا، (يوحنا ١٤: ٢٧): "سَلاَمًا أَتْرُكُ لَكُمْ. سَلاَمِي أُعْطِيكُمْ... لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ وَلاَ تَرْهَبْ".

التوبةُ تجلب سلامَ الفكر

عندما تشعر بثقل الخطيئة الكبير يثقل كاهلك، فإن العلاج هو أن "تُوبُوا وَارْجِعُوا لِتُمْحَى خَطَايَاكُمْ" (أعمال ٣: ١٩). يسوع يدعوك إلى هذه الخبرة العظيمة التي تغير الحياة. "تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ" (متى ١١: ٢٨). الآية في ١ يوحنا ١: ٩ تعدنا بأنه "إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ". فهلا تقبل دعوته؟

عندما تأتي إلى يسوع، ستجد الغفران والحرية. وبدلاً من الاستياء وعدم الغفران، سيمتلئ قلبك بالمحبة والرحمة. عندما يملك يسوع على قلبك، ستحبُّ أعداءَك. وهذا ممكن بقوة دم المسيح الافتدائي.

سلامٌ راسخ

بالنسبة للمسيحي، الإيمان بالله والاتكال على عنايته هو الترياق ضد الخوف والقلق. كم هو مريح ومطمئن للنفس أن تتكل على إله لا يتبدل وهو من الأزلي إلى الأبد. إنه يحبنا وسيُعنى بنا دائماً. فلماذا القلق والاضطراب؟ لنتعلّم أن نعمل كما نقرأ في ١ بطرس ٥: ٧، "مُلْقِينَ كُلَّ هَمِّكُمْ عَلَيْهِ، لأَنَّهُ هُوَ يَعْتَنِي بِكُمْ". ولدينا أيضاً الوعد بأن "ذُو الرَّأْيِ الْمُمَكَّنِ تَحْفَظُهُ سَالِمًا، لأَنَّهُ عَلَيْكَ مُتَوَكِّلٌ" (أشعياء ٢٦: ٣).

إذ يكون يسوع المسيح في قلبك، ينتهي بحثك عن السلام. سيمنحك سلاماً وهدوءاً يأتي فقط من الاتكال عليه. ستكون قادراً على أن تقول مع الشاعر:

أعرفُ سلاماً، حيث لا سلام،

سكوناً، حيث تهبّ الرياح العاتية،

مكاناً سرّياً ألتقي فيه وجهاً لوجه

مع المعلِّم الذي أمضي معه.

رالف سباولدينغ كوشمان

ستحصل على سلام الفكر في عالمٍ مضطربٍ! افتح باب قلبك للمسيح- الآن تماماً- وسيفتح هو يوماً ما باب السماء لأجلك، حيث سيسود سلامٌ رائعٌ إلى أبد الآبدين.

اتصل بنا

اطلب نبذات

سَلامٌ، وحرِّيَةٌ، وسَعادة

هل فكرتم أبداً أنه "لو كانت لي الحرية التامة، لكنتُ سعيداً؛ وكنت سأنعم بالسلام"؟ الكثير من الناس سعوا وراء الحرية الكاملة لكي يحصلوا على السعادة والسلام. يرغب الناس بأن يكونوا أحراراً من كل قيود، معتقدين نوعاً ما أنهم إن استطاعوا أن يفعلوا ما يحلو لهم، فإن هذا سيجلب لهم السعادة. هل الأمر كذلك؟

جَوُّ الضّحك والخلو من الهموم في الضوء الخافت في البار يروق لكثيرين موعودين بالسعادة. الشبان مع علب البيرة (الجعة)، والسجائر، والسيارات، وقضاء كل الليل مع رفاقهم يشعرون بكل ثقة بأنهم سعداء. هذه البيئات لا توفّر السلام والسعادة التي يلتمسها الناس.

المرهوانة (المخدرات)، وعقاقير الهلوسة، والكوكائين تَعِدُ بمستويات عالية من السعادة. بالتأكيد، نحن نعتقد أن هذه ستجلب لنا السعادة، ومع تلك السعادة، السلام. فهل تفعل ذلك حقاً؟

الموسيقى الحديثة، التي تخترق العقل والجسد، تفعل فعلها مع الكحول والمخدرات لتوصل الناس إلى النشوة العالية. ولكن هذه أيضاً لا تجلب السعادة الحقيقية.

إقرأ النص كاملاً سَلامٌ، وحرِّيَةٌ، وسَعادة

الانغماس في الشهوات الجنسية حتى الثمالة، بدون ذرة تفكير في كبح الذات يقدم وعداً بإشباع الرغبات. ولكن ما يقدمه هو في الحقيقة فراغٌ وخيبة. لا، السعادة لا تكمن هناك.

في أيامنا، هناك كثيرون يشجعون على الفكرة بأنه يجب أن تكون لنا الحرية الكاملة في أن نفعل ما يحلو لنا في هذه المجالات أو غيرها. إنهم يعتقدون أنه لا يجب أن يكون هناك أي قانون، أو تنديد بالعيب، أو انزعاج من الشخص الذي ينغمس في هذه المسرات والملذات سعياً وراء السعادة والسلام. يسود اعتقادٌ أن الحرية الكاملة من شأنها بالتأكيد أن تجلب السلام والسعادة. ويشجعون على فكرة أن السعادة يُفترض أن تُوجد دائماً في انغماس آخر، نشوة عارمة من نوع ما. بالتأكيد، نحن نظن أننا إن كنا نسعى وراء السعادة فقط فإنه ما من مسؤولية تقع علينا بنتيجة أي شيء نقوم به. نشعر أن لنا الحق في أن نحصل على نصيبنا العادل من "السعادة".

على ضوء المجازفات الكامنة في هذه الملذات ثمة تحذيرات عامة تُقدّم: لا تشرب (الكحول) وتقود (السيارة). الكوكائين قد يتسبب في قتلك. مارس الجنس الآمن. إذا حَملتي، قومي بعملية إجهاض. هكذا نصائح ليست العلاج.

لو كانت السعادة تكمن في هذه الطرق، فلماذا شعور الوحدة في البار المكتظ بالناس؟ ولماذا الانحطاط بعد النشوة؟ ولماذا الشعور بالاضطراب وعدم الارتياح بعد الانغماس في الملذات؟ ولماذا الشعور بالخيبة والفتور بعد أن تنقطع العلاقة الحميمة؟ إن كان الانغماس في الملذات يجلب السعادة والسلام، فلماذا يبدوان دائماً بعيدين تماماً عن متناولنا؟ لماذا تُوجد كل تلك المشاكل ولماذا تبدو الحياة فارغة جداً؟

الانغماس الذاتي في الملذات ليس حرية حقيقية. وسوف لن يجلب السعادة والسلام أبداً على الإطلاق. إطلاق العنان للأهواء والرغبات والشهوات هو خطيئة لأنه خدمة للذات بدلاً من خدمة الله.

قال يسوع في متى ١١: ٢٨-٢٩، "تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ. اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ".

كيف هو الحال معك؟ هل تشعر بالقلق والاضطراب؟ هل تُسبِّبُ لكَ المشاكل التي تواجهها في العالم وفي علاقاتك قلقاً، وشعوراً بالذنب، وخوفاً؟ هل تتساءَل أحياناً إِنْ كانَ هناك أحدٌ يحبُّكَ حقاً ويهتمُّ لأمرك؟

كُنْ على ثقة بأن الله يحبّك فعلاً. وهو مهتمٌ بشدة في أن تجدَ السلام، والحرية، والسعادة. السلام الحقيقي يأتي، ليس من المزيد من الانغماس في الذات، بل في أن تُسلّم ذاتَك. تسليمُ ذاتك لله ووضع ثقتك فيه يجلب الرّاحةَ إلى نَفْسِكَ. يقول يسوع: "سَلاَمًا أَتْرُكُ لَكُمْ. سَلاَمِي أُعْطِيكُمْ. لَيْسَ كَمَا يُعْطِي الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا" (يوحنا ١٤: ٢٧).

تجاوبْ مع دعوة يسوع. تعالَ إليه من كل قلبك. أَعْطِهِ ماضيكَ، وحاضرَك، ومستقبلَك. تُبْ عن الحياة الفارغة الضائعة سُدى التي ما برحتَ تعيشها. وعندها ستجد الحرية الحقيقية، والسعادة الحقيقية، والسلام الحقيقي، والحب الحقيقي. سيكون لديك رجاءٌ للمستقبل ووعدٌ بالحياة الأبدية إِن بقيتَ أميناً. ليباركك الله وأنت تسعى وتجد السلام والراحة.

اتصل بنا

اطلب نبذات