صَدِيقٌ لَكَ

يَسُوعُ صَدِيقُكَ

لديَّ صَدِيقٌ. هو أَفضلُ صَديقٍ حَصَلْتُ عليه على الإطلاق. إنّه لطيفٌ وصادقٌ جداً لدرجة أني أتمنّى لك أن تعرِفَهُ أيضاً. اسمُهُ يسوع. والأمرُ الرَّائعُ هو أنه يودُّ أن يكون صديقاً لكَ.Jesus is your friend

دعني أُخبركَ عنه. نقرأُ هذه القصة في الكتاب المقَدّس. الكتاب المقَدّس صادق. إنه كلمةُ الله. الله هو الذي خلقَ العالم وكلَّ ما فيه. إنه ربّ السموات والأرض. إنه يعطي الحياة والنَّفَس لكلّ الأشياء.

God's creation

يسوع هو ابن الله. الله أرسله من السماء إلى هذه الأرض ليكون مخلّصنا بنفسه. لقد أحبّ اللهُ العالمَ للغاية (هذا يعني أنه أحبّك وأحبّني) حتى أنه أرسل ابنه الوحيد، يسوع، (ليموت عن خطايانا) لئلا يهلك كلُّ من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية. (يوحنا  ١٦:٣).

إقرأ النص كاملاً صَدِيقٌ لَكَ

لقد جاء يسوع إلى الأرض كطفل صغير. أبوه وأمه على الأرض كانا يوسف ومريم. لقد وُلِدَ في زريبة ووُضع في مذود.

Jesus' birth

نما يسوع وترعرع في كنف يوسف ومريم وكان طائعاً لهما. كان لديه إخوة وأخوات يلعب معهم. كان يساعد يوسفَ في محل النجارة.

Jesus and the lad with food

عندما نضج يسوع وصار رجلاً، علّم الناس عن أبيه الذي في السماء. أظهر لهم أن الله كان يحبهم. شفى المرضى وعزّى أولئك الذين كانوا في شِدَّة. كان صديقاً للأطفال. أراد للأطفال أن يكونوا قربه. كان لديه وقت لهم. أحبَّ الأطفالُ يسوعَ وأحبُّوا أن يكونوا في رفقته.

بعض الناس لم يحبوا يسوع. لقد كانوا يحسدونه، بل وحتى يبغضونه. لقد أبغضوه كثيراً حتى أنهم أرادوا قتله. في أحد الأيام المريعة قتلوا يسوع بتسميره على الصليب. لم يرتكب يسوع أي خطأ. كان عليه أن يموت بدلاً عنَّا. لأنكَ أنت وأنا قد أخطأنا.

Jesus on the cross

قصة يسوع لا تنتهي بموته. لقد أقامه الله من بين الأموات. ورآه أتباعُهُ. ثم صعد في أحد الأيام راجعاً إلى السماء.

اليوم هو قادر على أن يراكَ ويسمعك. إنه يعرف كل شيء عنك ويهتم لأمرك. تعال إليه فقط في الصلاة. أخبره عن مشاكلك. إنه على استعداد لأن يساعدك. يمكنك أن تحني رأسك وتتكلّم إليه، في أي وقت وأي مكان تشاء.

يوماً ما سيرجع ثانية! سيأخذ كل أولئك الذين آمنوا به إلى وطنهم في السماء.

Jesus listening to a woman pray

اتصل بنا

اطلب نبذات

قِوَى الظَّلام

إدراكُ وسائل إبليس على ضوء كَلمة الله

ليسَ قَصدُ الكتاب المقَدّس التركيز على إبليس وعمله. ولكننا نجد الكثير من الأشياء في الكتاب المقَدّس التي تكشف شخصيته وأعماله.

إبليس كان ملاكاً يوماً ما، ولكنه انقلب ضد الله، خالقه، وأراد أن يكون مثله. ممارسات مملكة إبليس المظلمة ليست جديدة. إنها مثل كل محاولاته عبر الأجيال لأن ينافس ملكوت الله. إنه يعرض بديلاً عما يحققه الله، بقوة روحه القدوس.

نقرأ في سفر الخروج عن قوة السَّحَرة في مصر الذين حاولوا أن يستنسخوا المعجزات التي صنعها الله على يد موسى. في سفر أيوب، إبليس يظهر بشكل فاضح على أنه يغار جداً من أمانة أيوب لله. لقد استخدم القسوة والحرمان ليحاول إجبار أيوب على الانصراف عن الله.

طرق إبليس تتصف بما يلي: الخوف، التهديدات، الوعود بالمتعة أو القوة، التهويل، والشك. بعض الأشياء الأولى التي يقدّمها لنا تبدو شيقة وآسرة جداً. يوحي إليك بالفكرة: "أتود أن تعرف المستقبل أو أن تكون لك بصيرة نافذة لا يستطيع الآخرون امتلاكها؟" وربما يقدّم شفاءات وراء دنيا العِلم. عِلْمْ الفلك أو العِرافة (قراءة البَخت) قد تبدو بريئة للغاية، ولكن هذه سرعان ما تتبعها كلمات أو صيغ سحرية معينة، وحفظ أيام معينة والخوف من أرقام النحس. الفكرة التي يدخلها إلى الأذهان هي أن هناك أرواح معينة يجب احترامها وخشيتها بسبب القوة التي يتمتعون بها علينا. وهكذا يوقع إبليس الغافلين في شرك عوالم الخوف منه ومن أرواحه.

الكثير جداً من الأفراد وقعوا أسرى الفضول إلى الأشياء التي تبدو، لأول وهلة، بريئة نوعاً ما. بتجريب لوح ويجا، والأبراج (كشف الطالع)، وقراءة الكف، وممارسات أخرى كثيرة كهذه، جعلوا أنفسهم عُرضةً للأرواح الشريرة لتسبب لهم المزيد من الإزعاج والقلق.

هدف إبليس هو أن يفتّت وأخيراً أن يدمّر إيمان المسيحي بالله. المسيحي يختبر الانتصار بامتلاك إيمان بالمسيح، بالمسيح وحده. الرغبة في معرفة المجهول أو الشهوة إلى القوة تحثُّ المرء أحياناً إلى تجريب ما له علاقة بعالم إبليس. الإيمان البسيط بالله يجعل المرء مرتاحاً نحو ما هو مجهول ويجعل المرء واثقاً تماماً بقوة المسيح.

إقرأ النص كاملاً قِوَى الظَّلام

ما بدأ بدافع الفضول أو حب الإطلاع أو التجريب سرعان ما يوقع المرء في شرك الخوف؛ الخوف مما قد يحدث، الخوف من القوى الأكبر، الخوف من الناس الآخرين، والخوف من إبليس نفسه. هذه المخاوف تطوّق الشخص الذي سمح لنفسه بأن يشترك في ممارسات ملتبسة مريبة. ولقاء هذا الخوف يدّعي إبليس أن لديه ترياقاً. فيعرض المزيد من القوة إِن سَلّمَ المرءُ نفسَه إلى طقوس معينة أو إذعانات أخرى. إنه يقول أن الخوف من الأرواح الأخرى يمكن إبطاله بامتلاك قوة أعظم في أنفسنا. وهكذا يُدخل الشخصَ إلى درجات متتالية من القوة التي، وبدلاً من أن تجعل الشخص يصل إلى مستويات أعظم من السلام، تسبّب له أن يدخل في دوامة لا تنتهي أبداً تشده إلى الأسفل إلى أعماق البغض الشيطاني. الأمان الموعود به من قِبل إبليس يتبين أنه يهرب كالسراب، إذ يُستبدل بالحاجة إلى الحماية من قوة لا تزال أقوى في هذا المجال الشرير. هذا هو نظام عبادة الشيطان.

مخطط إبليس هو بغاية استئصال الله والحلول  محله. لقد خُلق إبليس لكي يَعْبَدَ، وليس لكي يُعْبَدَ. إنه ليس قوة أسمى؛ لا يمكنه أن يغلب حمل الله؛ لا يمكنه أن يعطي الأمان والطمأنينة؛ ليس مهتماً بخيرنا ورفاهنا. ومع ذلك فإنه يعمل باستمرار على تطبيق القوة على الناس لكي يخضعوا له. إنه يحاول أن يخلق ارتياباً نحو الله ومملكته. يسعى لأن يؤسس تنظيماً يكون هو سيّده. وهذا يتشكل من خلال منظومة خوف وأوهام بالقوة. إنه يعمل معجزات ليخلق خشية في أذهان الناس (٢ كورنثوس ١١: ١٤-١٥). تأثير هذا النظام هو تدمير السلام والأمان في الأشخاص، والبيوت، والحكومات. إنه يأسر الناس، ويجعلهم يشعرون بأنهم مهددين بشكل خطير إذا ما حاولوا الفرار.

إبليس هو العدو الأكثر قسوة ومكراً وضراوة وفظاعة لديك. إنه بلا شرف كلّياً. إنه كاذب. وليس من حقّ فيه "إنهُ كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ"  (يوحنا ٨: ٤٤). إنه قتّالٌ، مهلك. إنه تجسيد للبغض والشر. إنه شرير تماماً من كل النواحي، وليس فيه أي خير أو قابلية صلاح على الإطلاق.

إبليس هو المحرض على كل شر. ما من جريمة أو خطيئة شريرة جداً أو فاحشة جداً بالنسبة له. إنه سبب كل بغض، وكل قتل، وكل استغلال للأطفال أو الزوجات، وكل سوء لاستعمال المخدرات، وكل الفحشاء، وكل البيوت المحطمة، وكل النزاعات، وكل السحر والعرافة، وكل غشٍّ. إنه يُسَرُّ إذ يُسبّب جرائم الشغف والشر، والجرائم التي ترتكب ضد الأبرياء الذين يصادف وقوعهم في أيدي أشخاص فاسدين أو منحرفين. إنه قاسٍ لا يرحم ولا ينسى. الألم لا يحرّك فيه أية عاطفة أو إشفاق. سفك الدم والقتل هي أدوات يستخدمها ليصل إلى غاياته. لقد جاء "ليسرق، ويقتل، ويهلك" (يوحنا ١٠: ١٠).

مصير إبليس الأبدي قد تقرر للتو. هناك مكان في النار الأبدية معدة له ولزبانيته (متى ٢٥: ٤١). إنه مهتم بأن يجعل أكبر عدد ممكن من الناس يشاركونه ذلك العذاب. إنه يعلم أنه يستطيع ذلك بأن يُقوِّض ثم يهدم في النهاية إيماننا بالله. وسيفعل ذلك إما في تحدٍّ صريحٍ لكلمة الله أو بتشجيع ماكر لمسيحية متساهلة فاترة غير مبالية.

هناك وسيلة نجاة من براثن إبليس. إنه يود منك أن تعتقد أنه ليس هناك مهرب. الكتاب المقَدّس يخبرنا أن يسوع جاء ليُطْلِقَ الأسرى. جاء ليعطي الحياة. يسوع هو الطريق، والحق، والحياة (يوحنا ١٤: ٦). في حياته على الأرض، أظهر يسوع قوته على إبليس بمقاومة إغواءات إبليس وتجاربه وبطرد الأرواح الشريرة بكلمة الله (متى ٤: ١-١١؛ مرقس ٩: ٢٥-٢٦). قهر يسوع قوة إبليس بموته على الصليب وقيامته من بين الأموات.

هل في مقدورنا أن نستفيد من هذا الانتصار وأن نتغلب على العدو الرئيسي لنفوسنا؟ أولاً، علينا أن ندرك أننا أسرى إبليس وأننا مقيدون بخوفه. يجب أن نقرَّ أن هذا أمر خاطئ وأننا هالكون إن بقينا في هذه الحالة. عندما ندرك بأننا غير قادرين على أن نتحرر من قبضة إبليس، علينا أن نصرخ إلى الله ليخلّصنا من كل قلبنا. علينا أن نتوب عن خطايانا ولا نرجع إليها. علينا أن نقبل بالإيمان دم يسوع المسيح الكفّاري عن خطايانا. يجب أن نسلّم أنفسنا لله، ونقبل مغفرته ونطيع كلمته بأمانة. إذ نحقق هذه الشروط فإنه يعطينا سلاماً معه، ويهدئ اضطراب قلوبنا، ويغفر خطايانا، ويمنحنا طبيعة جديدة ويجعلنا أحد أولاده. هذا معنى الولادة الثانية. كل من يقاوم دعوة الله لا يزال في مملكة إبليس، والمخادع سوف يأخذ ذلك الشخص معه إلى العذاب الأبدي.

إن كنتَ لا تعرف المخطط الذي أعدّه الله لك، فادرسْ كلمة الله، وصلِّ إليه بقلب صادق، وهو سوف يريك الطريق. الله يدعوك إليه ويريدك أن تنجو من عبودية إبليس. فليباركك الله. اقرأ المزمور ٩١.

قراءة إضافية:

لوقا ١١: ٢٠-٢٣... أقوى من إبليس

رومية ٦: ٢٠-٢٣... أحرار من الخطيئة

أشعياء ٦١: ١... الحرية للأسرى

رومية ٨: ١-٢... أحرار من الإدانة

اتصل بنا

اطلب نبذات

التّحرر من الخوف

ما هو الخوف؟

الخوف من الله

الخوف من المستقبل

الخوف من الفشل

الخوف من الألم

الخوف من الموت

ما هو الخوف؟

الخوف عدو سري يهاجم كل النَّاس من كل الأعمار والأجناس، وفي كل طرق الحياة. الخوف بارعٌ ومدمِّر، يسمم الفكر، ويسرق سلام الإنسان الداخلي ويسحق الرغبة في الحياة. الخوف يجعل الإنسان عصبياً ومضطرباً وحذراً وقلقاً ومتردداً وضعيف القلب.

الخوف يسرق السعادة من حياة الإنسان، ولذلك لا يريده أحدٌ في حياته.

يخاف النَّاس من أي خلافٍ أو تغيير، ومن الفشل والإحباط. وبعضهم يخاف من المرض والألم. آخرون يخافون من أي أذىً قد يصيب أحبتهم. البعض يخاف من النَّاس ومن آرائهم. آخرون يخافون الظلمة والوحدة. وكثيرون يخافون من الموت ومواجهة المجهول. ويوجد مسيحيون يخافون بأن يكون خلاصهم غير مضمون، وأن الله لم يغفر لهم خطاياهم، لذلك يخافون من الموت ومن الحياة.

إقرأ النص كاملاً التّحرر من الخوف

يتسلل الخوف إلى عقولنا بسكون وهدوء دون ملاحظتنا، وعندها نصبح ضحايا تأثيره المدمر. حتى الخوف البسيط، فإنه مثل نقطة من صبغة في كأس ماء، يغير شكل حياتنا. وإذا لم نوقف هذا الخوف البسيط، فإنه يتسلل إلى بقية أفكارنا ويحرِّف مسارها.

الحياة معقدة، والعالم مليء بالعنف، ولكن علينا ألّا نسمح للمشاكل الخارجية أن تدمر سلامنا الداخلي. لذلك علينا أن نواجه الخوف الذي في داخلنا. هذا الخوف الذي يملأ حياتنا عندما لا نستطيع تلبية احتياجاتنا الأساسية.

خلقنا الله على صورته ومثاله، لذلك عندما نبتعد عن الله، تصرح نفوسنا إليه لأنها تكون وقتها مشحونة بالهلع والعُقَد والمخاوف.

يستغل الشيطان مخاوفنا، ويحاول دائماً أن يعمق الإحساس بالخوف في نفوسنا وجعله يبدو حقيقياً ومنطقياً. ويصبح طريقنا أكثر ظلاماً، وأحمال قلوبنا أكثر ثقلاً، حتى نفقد أي أمل بالنجاة.

يعمل الشيطان في الظلام، فهو لا يستطيع أن يعمل في النور لأن "اللهَ نُورٌ وَلَيْسَ فِيهِ ظُلْمَةٌ الْبَتَّةَ." (١ يوحنا ١: ٥) يعرف الشيطان ضعفاتنا، ويستغل معرفته بزرع أفكار ومخاوف في نفوسنا. ويعمل على تدمير الحقيقة وإرباكنا بالباطل. وإذا حافظنا على هذه الأمور مخفية في ظلمة قلوبنا وأفكارنا، فإن ذلك يساعد الشيطان على مواصلة عمله في إحباطنا وتخويفنا. ولكننا نستطيع أن نهزم قوى الشيطان ونطرده إذا عرّضناه للنور.

الخوف من الله

تؤدي الخطيَّة إلى إحساس طاغٍ بالخوف لأننا نعرف لحظتها أن حياتنا لا ترضي الله. لذلك كان يوم كارثة عندما تجاوب آدم وحواء مع فكر الشيطان، وأكلا من ثمر الجنة التي في وسط الفردوس. لقد أخطأ آدم وحواء بسبب عصيانهما، وهربا من محضر الله. وفي مساء ذلك اليوم، ناداهما الله، وأجاب آدم قائلاً: "سَمِعْتُ صَوْتَكَ فِي الْجَنَّةِ فَخَشِيتُ لأَنِّي عُرْيَانٌ فَاخْتَبَأْتُ." (تكوين ٣: ١٠) وهكذا أصبحت جميع الأجيال بعد آدم تحت ظل الخطيَّة.

الخوف من دينونة الله قد يصبح قوة إيجابية إذا دفع الإنسان إلى التوبة عن خطاياه. نقرأ في مزمور ١١١: ١٠ "رَأْسُ الْحِكْمَةِ مَخَافَةُ الرَّبِّ." يمثل خوف الله إحساس صحيح برهبة وتبجيل الله. ويساعدنا هذا الإحساس لكي ندرك، إلى حد ما، عظمة الله، وبر الله، ودينونة الله، ومحبة الله، ورحمة الله، وحكمة الله، وكيان الله الأزلي، وكونه كلي المعرفة، وكلي القدرة، وكلي الحضور. وندرك أن وجودنا يعتمد كلياً على عمل يديه لكوننا خليقته. وبالتالي نخاف أن لا نرضي الله لأننا نعرف أن بر الله يحكم بدينونة كل الخطاة إلى جهنم. نقرأ في عبرانيين ١٠: ٢٦- ٢٧ "فَإِنَّهُ إِنْ أَخْطَأْنَا بِاخْتِيَارِنَا بَعْدَمَا أَخَذْنَا مَعْرِفَةَ الْحَقِّ، لاَ تَبْقَى بَعْدُ ذَبِيحَةٌ عَنِ الْخَطَايَا، بَلْ قُبُولُ دَيْنُونَةٍ مُخِيفٌ، وَغَيْرَةُ نَارٍ عَتِيدَةٍ أَنْ تَأْكُلَ الْمُضَادِّينَ." تولد هذه المعرفة خوفاً من الخطيَّة عندما نعرف الله كصديق شخصي لنا نتيجة التوبة والغفران والطاعة، يصبح خوف الله وتوقيره دافعنا لخدمته. وكذلك نحبه ونشكره على عطية الخلاص التي لا يعبر عنها. نقرأ في ١ يوحنا ٤: ١٨ "لاَ خَوْفَ فِي الْمَحَبَّةِ، بَلِ الْمَحَبَّةُ الْكَامِلَةُ تَطْرَحُ الْخَوْفَ إِلَى خَارِجٍ لأَنَّ الْخَوْفَ لَهُ عَذَابٌ. وَأَمَّا مَنْ خَافَ فَلَمْ يَتَكَمَّلْ فِي الْمَحَبَّةِ." لا يعود خوف الله سبباً للرعب في قلوبنا، ولكنّه يقوي محبتنا له. بل أن خوف الله يساعدنا على التخلص من كل أنواع الخوف الأخرى. فكيف يسمح كثير من النَّاس لغيوم الخوف أن تسيطر على قلوبهم وتزعج أفكارهم وتظلل طريق حياتهم، غير عالمين أنّ طريق الله هي سبيل الثقة والسَّلام.

تقول القصة أن ولداً صغيراً كان يخاف من السير وحيداً في عتمة الليل. ولكن الخوف كان يتلاشى عندما يسير ممسكاً بيد أبيه، أي أن الظلمة لا تعود تسبب له الخوف لأنه أحب أبيه ووثق به لعلمه أنه يهتم به. وهذا هو مفتاح التحرر من الخوف: علينا أن نعرف أبانا السماوي بشكل صحيح. وكلما عرفناه أكثر، كلما وثقنا به أكثر بكل ما يتعلق بحياتنا، ووضعنا أيدينا بأمان في يده. وتحدّثنا معه بتواضع عن الأسئلة التي تعصف بعقولنا، وعن الآلام التي تتسبب في يأسنا.

لنأخذ بطرس الرسول مثالاً لنا، فقد دعاه الرَّب يسوع ليمشي على أمواج بحيرة طبريا، وسار بطرس بدون خوف، ولكن في اللحظة التي أبعد بها عينيه عن النظر إلى يسوع، بدأ يخاف من الأمواج وأخذ يغرق (متى ١٤: ١٤- ٣١). عندما نريد التحرر من الخوف، ووضع ثقتنا بالله، يكلمنا الروح القدس بصوت خافت ليشجعنا. وعندما ننظر إلى الله بدلاً من النظر إلى مخاوفنا، تهدأ العواصف حولنا. وعندها يجيب الله على الأسئلة التي تربكنا، ويبدل شكوكنا باليقين، ويأخذ بيدنا، ونستطيع بنعمته أن نتغلب على نتائج الخوف التي قيدتنا.

الخوف من المستقبل

يفقد بعض النَّاس الإحساس بالراحة بسبب خوفهم من المستقبل الغامض المجهول. ويستيقظون كل صباح على يوم لا يمكن التنبؤ به. ويواجهون أسئلة شؤم مثل: "ماذا لو؟" وذلك عندما تغوص عقولهم في ممرات مظلمة من المخاوف الوهمية. نقرأ في فيلبي ٤: ٦ "لاَ تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ، بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ مَعَ الشُّكْرِ، لِتُعْلَمْ طِلْبَاتُكُمْ لَدَى اللهِ." ولذلك عندما نضع المستقبل في أيدي الله، فإننا نستطيع أن نسلم له حمل المجهول. ونستطيع كلنا أن نجرب ذلك، وسنرى النتيجة في حياتنا.

يخاف كثيرون من المستقبل لأنه لا يوجد اتجاه لحياتهم، ولا يعرفون إلى أين يسيرون، وليس عندهم إحساس بأي نذير. ولكن الله يعرف المستقبل، وإذا وثق النَّاس بقيادته لحياتهم، لا تعود حياتهم مجرد رحلة في المجهول، بل تصبح طريقاً لبيتهم الأبدي.

وعد الله الذين يثقون به بأنه سيكون أميناً معهم إلى النهاية، بالرغم من كونهم لا يعرفون المستقبل. لذلك علينا أن نثق بأمانة الله. فمهما اشتدت العواصف وعتمة الليل، ومهما كان ارتفاع الجبال، فإننا سنجتازها بقوة الله.

الخوف من الفشل

نرغب بتحقيق إنجازات في الحياة، ولكننا نخاف من أن نُفشِل ذواتنا وعائلاتنا وكل حياتنا. نخاف من الإختيار الخطأ والخطة الخطأ. أمر الله يشوع قائلاً له: "أَمَا أَمَرْتُكَ؟ تَشَدَّدْ وَتَشَجَّعْ! لاَ تَرْهَبْ وَلاَ تَرْتَعِبْ لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مَعَكَ حَيْثُمَا تَذْهَبُ." (يشوع ١: ٩) لذلك فإننا عندما نضع حياتنا تحت إرشاد السيد، لا تعود سقطات الماضي نهاية لنا، بل تصبح وكأنها حجارة نخطو عليها نحو النجاح.

الخوف من الألم

نشعر بالانكماش أمام فكرة أوجاع الجسد، وأذى النقد، وآلام الوحدة والحزن. ويعمل الله بنعمته على مساعدتنا في تحمل هذه الآلام. فهو الذي وعدنا بالسَّلام والثقة وسط المشاكل: "اَللهُ لَنَا مَلْجَأٌ وَقُوَّةٌ. عَوْناً فِي الضِّيقَاتِ وُجِدَ شَدِيداً. لِذَلِكَ لاَ نَخْشَى وَلَوْ تَزَحْزَحَتِ الأَرْضُ وَلَوِ انْقَلَبَتِ الْجِبَالُ إِلَى قَلْبِ الْبِحَارِ." (مزمور ٤٦: ١- ٢) إذا كنا نحب الله، فإنه يحول آلامنا لخيرنا. فالألم يمثل فرصة لنا لنعرف قوة الله الداعمة لنا، والقادرة على صقل شخصياتنا، واستنارة قلوبنا بالفهم. يمكن للألم أن يشكلنا أو أن يسحق حياتنا، فماذا سيعمل في حياتك؟

الخوف من الموت

ينتشر الخوف من الموت بين النَّاس، وتعتبر لحظة الوداع من أكثر لحظات الألم. لذلك علينا أن نعالج السؤال القديم: "إِنْ مَاتَ رَجُلٌ أَفَيَحْيَا؟" (أيوب ١٤: ١٤) جاء الرَّب يسوع ليحررنا من الخوف من الموت (عبرانيين ٢: ١٤- ١٥). لذلك مات وقام، ووعدنا قائلاً "إِنِّي أَنَا حَيٌّ فَأَنْتُمْ سَتَحْيَوْنَ." (يوحنا ١٤: ١٩) إن كنا نؤمن بالرَّب يسوع، لا يعود الموت باباً إلى العدم، بل طريقاً إلى حياة جديدة: "لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ. أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ فَآمِنُوا بِي. فِي بَيْتِ أَبِي مَنَازِلُ كَثِيرَةٌ ... أَنَا أَمْضِي لِأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانا.ً" (يوحنا ١٤: ١- ٢) سيُحضِّر الرَّب مكاناً للنّاس الذين استعدوا له.

هل أنت مستعد؟ هل تبت عن حياة الخطيَّة؟ فالتوبة تؤدي إلى الندم على حياة الخطيَّة في الماضي، وإلى الابتعاد عن حياة الماضي. متى كانت آخر مرة رفعت بها صلاة للرّب وسلمته كل أثقالك وقلقك ومخاوفك؟ يقول الرَّب يسوع: "تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ وَأَنَا أُرِيحُكُمْ." (متى ١١: ٢٨) تعال إلى الرَّب يسوع بثقة، وبالصلاة، وبالرجاء. وستحصل على السَّلام وراحة البال. تعال واختبر مباهج الحياة الهادئة. يدعوك الله أن تثق بالرَّب يسوع لكي تتحرر من الخوف. فتعال اليه.       

اتصل بنا

اطلب نبذات