التّحرر من الخوف

ما هو الخوف؟

الخوف من الله

الخوف من المستقبل

الخوف من الفشل

الخوف من الألم

الخوف من الموت

ما هو الخوف؟

الخوف عدو سري يهاجم كل النَّاس من كل الأعمار والأجناس، وفي كل طرق الحياة. الخوف بارعٌ ومدمِّر، يسمم الفكر، ويسرق سلام الإنسان الداخلي ويسحق الرغبة في الحياة. الخوف يجعل الإنسان عصبياً ومضطرباً وحذراً وقلقاً ومتردداً وضعيف القلب.

الخوف يسرق السعادة من حياة الإنسان، ولذلك لا يريده أحدٌ في حياته.

يخاف النَّاس من أي خلافٍ أو تغيير، ومن الفشل والإحباط. وبعضهم يخاف من المرض والألم. آخرون يخافون من أي أذىً قد يصيب أحبتهم. البعض يخاف من النَّاس ومن آرائهم. آخرون يخافون الظلمة والوحدة. وكثيرون يخافون من الموت ومواجهة المجهول. ويوجد مسيحيون يخافون بأن يكون خلاصهم غير مضمون، وأن الله لم يغفر لهم خطاياهم، لذلك يخافون من الموت ومن الحياة.

إقرأ النص كاملاً التّحرر من الخوف

يتسلل الخوف إلى عقولنا بسكون وهدوء دون ملاحظتنا، وعندها نصبح ضحايا تأثيره المدمر. حتى الخوف البسيط، فإنه مثل نقطة من صبغة في كأس ماء، يغير شكل حياتنا. وإذا لم نوقف هذا الخوف البسيط، فإنه يتسلل إلى بقية أفكارنا ويحرِّف مسارها.

الحياة معقدة، والعالم مليء بالعنف، ولكن علينا ألّا نسمح للمشاكل الخارجية أن تدمر سلامنا الداخلي. لذلك علينا أن نواجه الخوف الذي في داخلنا. هذا الخوف الذي يملأ حياتنا عندما لا نستطيع تلبية احتياجاتنا الأساسية.

خلقنا الله على صورته ومثاله، لذلك عندما نبتعد عن الله، تصرح نفوسنا إليه لأنها تكون وقتها مشحونة بالهلع والعُقَد والمخاوف.

يستغل الشيطان مخاوفنا، ويحاول دائماً أن يعمق الإحساس بالخوف في نفوسنا وجعله يبدو حقيقياً ومنطقياً. ويصبح طريقنا أكثر ظلاماً، وأحمال قلوبنا أكثر ثقلاً، حتى نفقد أي أمل بالنجاة.

يعمل الشيطان في الظلام، فهو لا يستطيع أن يعمل في النور لأن "اللهَ نُورٌ وَلَيْسَ فِيهِ ظُلْمَةٌ الْبَتَّةَ." (١ يوحنا ١: ٥) يعرف الشيطان ضعفاتنا، ويستغل معرفته بزرع أفكار ومخاوف في نفوسنا. ويعمل على تدمير الحقيقة وإرباكنا بالباطل. وإذا حافظنا على هذه الأمور مخفية في ظلمة قلوبنا وأفكارنا، فإن ذلك يساعد الشيطان على مواصلة عمله في إحباطنا وتخويفنا. ولكننا نستطيع أن نهزم قوى الشيطان ونطرده إذا عرّضناه للنور.

الخوف من الله

تؤدي الخطيَّة إلى إحساس طاغٍ بالخوف لأننا نعرف لحظتها أن حياتنا لا ترضي الله. لذلك كان يوم كارثة عندما تجاوب آدم وحواء مع فكر الشيطان، وأكلا من ثمر الجنة التي في وسط الفردوس. لقد أخطأ آدم وحواء بسبب عصيانهما، وهربا من محضر الله. وفي مساء ذلك اليوم، ناداهما الله، وأجاب آدم قائلاً: "سَمِعْتُ صَوْتَكَ فِي الْجَنَّةِ فَخَشِيتُ لأَنِّي عُرْيَانٌ فَاخْتَبَأْتُ." (تكوين ٣: ١٠) وهكذا أصبحت جميع الأجيال بعد آدم تحت ظل الخطيَّة.

الخوف من دينونة الله قد يصبح قوة إيجابية إذا دفع الإنسان إلى التوبة عن خطاياه. نقرأ في مزمور ١١١: ١٠ "رَأْسُ الْحِكْمَةِ مَخَافَةُ الرَّبِّ." يمثل خوف الله إحساس صحيح برهبة وتبجيل الله. ويساعدنا هذا الإحساس لكي ندرك، إلى حد ما، عظمة الله، وبر الله، ودينونة الله، ومحبة الله، ورحمة الله، وحكمة الله، وكيان الله الأزلي، وكونه كلي المعرفة، وكلي القدرة، وكلي الحضور. وندرك أن وجودنا يعتمد كلياً على عمل يديه لكوننا خليقته. وبالتالي نخاف أن لا نرضي الله لأننا نعرف أن بر الله يحكم بدينونة كل الخطاة إلى جهنم. نقرأ في عبرانيين ١٠: ٢٦- ٢٧ "فَإِنَّهُ إِنْ أَخْطَأْنَا بِاخْتِيَارِنَا بَعْدَمَا أَخَذْنَا مَعْرِفَةَ الْحَقِّ، لاَ تَبْقَى بَعْدُ ذَبِيحَةٌ عَنِ الْخَطَايَا، بَلْ قُبُولُ دَيْنُونَةٍ مُخِيفٌ، وَغَيْرَةُ نَارٍ عَتِيدَةٍ أَنْ تَأْكُلَ الْمُضَادِّينَ." تولد هذه المعرفة خوفاً من الخطيَّة عندما نعرف الله كصديق شخصي لنا نتيجة التوبة والغفران والطاعة، يصبح خوف الله وتوقيره دافعنا لخدمته. وكذلك نحبه ونشكره على عطية الخلاص التي لا يعبر عنها. نقرأ في ١ يوحنا ٤: ١٨ "لاَ خَوْفَ فِي الْمَحَبَّةِ، بَلِ الْمَحَبَّةُ الْكَامِلَةُ تَطْرَحُ الْخَوْفَ إِلَى خَارِجٍ لأَنَّ الْخَوْفَ لَهُ عَذَابٌ. وَأَمَّا مَنْ خَافَ فَلَمْ يَتَكَمَّلْ فِي الْمَحَبَّةِ." لا يعود خوف الله سبباً للرعب في قلوبنا، ولكنّه يقوي محبتنا له. بل أن خوف الله يساعدنا على التخلص من كل أنواع الخوف الأخرى. فكيف يسمح كثير من النَّاس لغيوم الخوف أن تسيطر على قلوبهم وتزعج أفكارهم وتظلل طريق حياتهم، غير عالمين أنّ طريق الله هي سبيل الثقة والسَّلام.

تقول القصة أن ولداً صغيراً كان يخاف من السير وحيداً في عتمة الليل. ولكن الخوف كان يتلاشى عندما يسير ممسكاً بيد أبيه، أي أن الظلمة لا تعود تسبب له الخوف لأنه أحب أبيه ووثق به لعلمه أنه يهتم به. وهذا هو مفتاح التحرر من الخوف: علينا أن نعرف أبانا السماوي بشكل صحيح. وكلما عرفناه أكثر، كلما وثقنا به أكثر بكل ما يتعلق بحياتنا، ووضعنا أيدينا بأمان في يده. وتحدّثنا معه بتواضع عن الأسئلة التي تعصف بعقولنا، وعن الآلام التي تتسبب في يأسنا.

لنأخذ بطرس الرسول مثالاً لنا، فقد دعاه الرَّب يسوع ليمشي على أمواج بحيرة طبريا، وسار بطرس بدون خوف، ولكن في اللحظة التي أبعد بها عينيه عن النظر إلى يسوع، بدأ يخاف من الأمواج وأخذ يغرق (متى ١٤: ١٤- ٣١). عندما نريد التحرر من الخوف، ووضع ثقتنا بالله، يكلمنا الروح القدس بصوت خافت ليشجعنا. وعندما ننظر إلى الله بدلاً من النظر إلى مخاوفنا، تهدأ العواصف حولنا. وعندها يجيب الله على الأسئلة التي تربكنا، ويبدل شكوكنا باليقين، ويأخذ بيدنا، ونستطيع بنعمته أن نتغلب على نتائج الخوف التي قيدتنا.

الخوف من المستقبل

يفقد بعض النَّاس الإحساس بالراحة بسبب خوفهم من المستقبل الغامض المجهول. ويستيقظون كل صباح على يوم لا يمكن التنبؤ به. ويواجهون أسئلة شؤم مثل: "ماذا لو؟" وذلك عندما تغوص عقولهم في ممرات مظلمة من المخاوف الوهمية. نقرأ في فيلبي ٤: ٦ "لاَ تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ، بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ مَعَ الشُّكْرِ، لِتُعْلَمْ طِلْبَاتُكُمْ لَدَى اللهِ." ولذلك عندما نضع المستقبل في أيدي الله، فإننا نستطيع أن نسلم له حمل المجهول. ونستطيع كلنا أن نجرب ذلك، وسنرى النتيجة في حياتنا.

يخاف كثيرون من المستقبل لأنه لا يوجد اتجاه لحياتهم، ولا يعرفون إلى أين يسيرون، وليس عندهم إحساس بأي نذير. ولكن الله يعرف المستقبل، وإذا وثق النَّاس بقيادته لحياتهم، لا تعود حياتهم مجرد رحلة في المجهول، بل تصبح طريقاً لبيتهم الأبدي.

وعد الله الذين يثقون به بأنه سيكون أميناً معهم إلى النهاية، بالرغم من كونهم لا يعرفون المستقبل. لذلك علينا أن نثق بأمانة الله. فمهما اشتدت العواصف وعتمة الليل، ومهما كان ارتفاع الجبال، فإننا سنجتازها بقوة الله.

الخوف من الفشل

نرغب بتحقيق إنجازات في الحياة، ولكننا نخاف من أن نُفشِل ذواتنا وعائلاتنا وكل حياتنا. نخاف من الإختيار الخطأ والخطة الخطأ. أمر الله يشوع قائلاً له: "أَمَا أَمَرْتُكَ؟ تَشَدَّدْ وَتَشَجَّعْ! لاَ تَرْهَبْ وَلاَ تَرْتَعِبْ لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مَعَكَ حَيْثُمَا تَذْهَبُ." (يشوع ١: ٩) لذلك فإننا عندما نضع حياتنا تحت إرشاد السيد، لا تعود سقطات الماضي نهاية لنا، بل تصبح وكأنها حجارة نخطو عليها نحو النجاح.

الخوف من الألم

نشعر بالانكماش أمام فكرة أوجاع الجسد، وأذى النقد، وآلام الوحدة والحزن. ويعمل الله بنعمته على مساعدتنا في تحمل هذه الآلام. فهو الذي وعدنا بالسَّلام والثقة وسط المشاكل: "اَللهُ لَنَا مَلْجَأٌ وَقُوَّةٌ. عَوْناً فِي الضِّيقَاتِ وُجِدَ شَدِيداً. لِذَلِكَ لاَ نَخْشَى وَلَوْ تَزَحْزَحَتِ الأَرْضُ وَلَوِ انْقَلَبَتِ الْجِبَالُ إِلَى قَلْبِ الْبِحَارِ." (مزمور ٤٦: ١- ٢) إذا كنا نحب الله، فإنه يحول آلامنا لخيرنا. فالألم يمثل فرصة لنا لنعرف قوة الله الداعمة لنا، والقادرة على صقل شخصياتنا، واستنارة قلوبنا بالفهم. يمكن للألم أن يشكلنا أو أن يسحق حياتنا، فماذا سيعمل في حياتك؟

الخوف من الموت

ينتشر الخوف من الموت بين النَّاس، وتعتبر لحظة الوداع من أكثر لحظات الألم. لذلك علينا أن نعالج السؤال القديم: "إِنْ مَاتَ رَجُلٌ أَفَيَحْيَا؟" (أيوب ١٤: ١٤) جاء الرَّب يسوع ليحررنا من الخوف من الموت (عبرانيين ٢: ١٤- ١٥). لذلك مات وقام، ووعدنا قائلاً "إِنِّي أَنَا حَيٌّ فَأَنْتُمْ سَتَحْيَوْنَ." (يوحنا ١٤: ١٩) إن كنا نؤمن بالرَّب يسوع، لا يعود الموت باباً إلى العدم، بل طريقاً إلى حياة جديدة: "لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ. أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ فَآمِنُوا بِي. فِي بَيْتِ أَبِي مَنَازِلُ كَثِيرَةٌ ... أَنَا أَمْضِي لِأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانا.ً" (يوحنا ١٤: ١- ٢) سيُحضِّر الرَّب مكاناً للنّاس الذين استعدوا له.

هل أنت مستعد؟ هل تبت عن حياة الخطيَّة؟ فالتوبة تؤدي إلى الندم على حياة الخطيَّة في الماضي، وإلى الابتعاد عن حياة الماضي. متى كانت آخر مرة رفعت بها صلاة للرّب وسلمته كل أثقالك وقلقك ومخاوفك؟ يقول الرَّب يسوع: "تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ وَأَنَا أُرِيحُكُمْ." (متى ١١: ٢٨) تعال إلى الرَّب يسوع بثقة، وبالصلاة، وبالرجاء. وستحصل على السَّلام وراحة البال. تعال واختبر مباهج الحياة الهادئة. يدعوك الله أن تثق بالرَّب يسوع لكي تتحرر من الخوف. فتعال اليه.       

اتصل بنا

اطلب نبذات

السَّمَاءُ هَل هيَ موطنُك المُستقَبلي؟

ماذا عن مستقبلك؟

من يستطيع أن يفكر بالمستقبل بدون أن يفكر إذا ما كان هناك وجود آخر بعد هذه الحياة؟ لا يمكن للإنسان أن يتفادى الأفكار المتعلقة بحالته بعد الموت، ولكنه يميل إلى أن يبقيها خارج فكره. إنه يشغل نفسه بالأشياء التي في هذه الحياة، تاركاً أفكار الموت، والسماء، والجحيم إلى مستقبل بعيد (متى ٢٤: ٤٨، الجامعة ٨: ١١). ولكن الواقع هو أن خياراً يجب القيام به. ألا تفعل شيئاً سيعني أن تكون هالكاً إلى الأبد.

هناك مصيران فقط

 أمجاد السماء وفظائع الجحيم تقنعنا بأن علينا أن نتخذ السماء مصيراً أبدياً لنا. هناك خيار يجب القيام به إن وجب علينا أن ندرك هذه المكافأة. ما من خاطئ سيدخل السماء؛ هذا أمر أكيد. سيكون هناك عقاب أبدي في الجحيم ينتظر أولئك الذين لا ينالون غفران خطاياهم. "فَيَمْضِي هؤُلاَءِ إِلَى عَذَاب أَبَدِيٍّ وَالأَبْرَارُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ" (متى ٢٥: ٤٦).

السَّماءُ- موطن ُكلِّ المَفديين

بالنسبة إلى المفديين، أولئك الذين اغتسلوا بدم المسيح، السماء تكون لهم مكاناً خاصاً (رؤيا ٧: ١٣-١٤). إنها وطن. رغبتهم إلى السماء هي مثل رغبة كاتب المزامير في المزمور ٦٣: ١: "عَطِشَتْ إِلَيْكَ نَفْسِي... فِي أَرْضٍ نَاشِفَةٍ وَيَابِسَةٍ بِلاَ مَاءٍ". بالنسبة إلى الذهن الشهواني الدنيوي، السماء تبدو مكاناً بعيداً نائياً. وبالنسبة إلى الشخص المولود من روح قدس الله، السماء قريبة وحقيقية. إنه يختبر تذوقاً مسبقاً لوطنه الأبدي. الفضائل التي كان المسيح مثالاً عنها، الحق، والتواضع، والنقاء، والمحبة ثمينة في عيني ابن الله. كما أن الله ينعم على حياة المؤمن بالمحبة من السماء، هو حريص على أن يكون صادقاً ومتواضعاً. قلبه يتوق إلى ملء ونقاء هذه النعم المسيحية في الوطن السماوي (٢ كورنثوس ٥: ١).

السَّماءُ- مكان النُّور

الحياة على هذه الأرض لها ظلال عديدة. غالباً ما نصطدم بالأشياء التي لا نفهمها. نحاول أن ننظر إلى المستقبل، ولكننا عاجزون عن فعل ذلك. وغالباً ما نختبر خيبات الأمل في حياتنا. كل هذا يمكن وصفه بالظلمة. السماء فيها نورٌ فقط. إنها حيث يسكن الله. "إِنَّ اللهَ نُورٌ وَلَيْسَ فِيهِ ظُلْمَةٌ الْبَتَّةَ" (١ يوحنا ١: ٥). في نوره يكون الفهم الكامل. المعرفة ستكون كاملة. الماضي وكل الأحداث ستكون ممحية كلياً. في هذا النور، ستكون هناك شركة كاملة بين الآب وكل أولئك الذين يقيمون معه. توصف السماء بأنها "مِيرَاث الْقِدِّيسِينَ فِي النُّورِ" (كولوسي ١: ١٢). مواصفات النور المُدرجة في الكتب المقَدّسة هي المعرفة، والقداسة، والفرح. النور لا ينطفئ أبداً- يبقى إلى الأبد. ولن يكون هناك ليلٌ (رؤيا ٢١: ٢٥).

السماء- مكانٌ بلا تهديدٍ أو خطيئة

إقرأ النص كاملاً السَّمَاءُ هَل هيَ موطنُك المُستقَبلي؟

"وَلَنْ يَدْخُلَهَا شَيْءٌ دَنِسٌ وَلاَ مَا يَصْنَعُ رَجِسًا وَكَذِبًا" (رؤيا ٢١: ٢٧). التثبيط، والخيبة، والإغواء، والخطيئة هي جزء من الحياة الأرضية. سوف لن تدخل أبداً تلك الأرض الجميلة. في رؤيا ٢١: ٤ نقرأ: "وَسَيَمْسَحُ اللهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ، وَالْمَوْتُ لاَ يَكُونُ فِي مَا بَعْدُ، وَلاَ يَكُونُ حُزْنٌ وَلاَ صُرَاخٌ وَلاَ وَجَعٌ فِي مَا بَعْدُ، لأَنَّ الأُمُورَ الأُولَى قَدْ مَضَتْ". بالنسبة إلى المسيحي، السماء هي تحقيق الراحة، إكمال الرحلة. إنه يعرف أنه، وإن كان الله قد مسح دموعه على الأرض، فإن كل حزنٍ سيزول في كمال السماء.

الحالة الخالدة للمُخلَّصين

العلاقات البشرية هامة لنا هنا على الأرض. أفراح الآخرين وأحزانهم تلمس قلبنا وتثير عواطفنا. الروابط العائلية هامة والانفصال مؤلم. كل هذا جزء لا يتجزأ من حالتنا الفانية. عندما يرجع يسوع لأجل الدينونة، الجميع سيتحولون. الأموات يقومون. الجسد الفاني والذي هو فاسد وخاضع للموت سيصبح خالداً. "فَيُقَامُ الأَمْوَاتُ عَدِيمِي فَسَادٍ، وَنَحْنُ نَتَغَيَّرُ. لأَنَّ هذَا الْفَاسِدَ لاَبُدَّ أَنْ يَلْبَسَ عَدَمَ فَسَادٍ، وَهذَا الْمَائِتَ يَلْبَسُ عَدَمَ مَوْتٍ" (١ كورنثوس ١٥: ٥٢, ٥٣). في هذه الحالة، العلاقات الأسرية لا تعود تحمل نفس المعنى لنا. علّمنا يسوع أنه لن تكون هناك علاقات زواج في السماء (متى ٢٢: ٣٠). المشاعر في هذه الحياة ستبهت مقارنة بفرح الذي سيكون في حضور الرّب الإله.  ما من شيء سيشوه العلاقة بين المخلَّصين وحمل الله. القديسون سيستمرون في النظر إلى الأشياء التي لم تَرَها العيون الفانية على الإطلاق؛ وسيسمعون أشياء لم تسمعها الآذان الفانية أبداً؛ وسيعرفون ما لم يخطر على القلب على الإطلاق.

يسوع وخاصته سيتمجَّدون

سيأتي يوم يتراءى فيه الرّب يسوع لكل سكّان الأرض. الجميع سيقفون أمامه لكي يُدانوا (متى ٢٥: ٣١-٣٤). أتباعه الحقيقيون، وإن تعرّضوا للازدراء والرفض في حياتهم الأرضية، سيُؤخَذون إلى المجد (السماء). وهناك سيكونون قادرين على أن يسبحوا ويمجدوا الله إلى ما لا نهاية. الخلود سيحل محل الفناء. "وَمَتَى لَبِسَ هذَا الْفَاسِدُ عَدَمَ فَسَادٍ، وَلَبِسَ هذَا الْمَائِتُ عَدَمَ مَوْتٍ، فَحِينَئِذٍ تَصِيرُ الْكَلِمَةُ الْمَكْتُوبَةُ: «ابْتُلِعَ الْمَوْتُ إِلَى غَلَبَةٍ»" (١ كورنثوس ١٥: ٥٤). انظر أيضاً ٢ كورنثوس ٥: ١. في هذه الحياة، تعرض القديسون للكثير من المحن، والتجارب، والصعوبات. بالنعمة، أولئك الذين وضعوا ثقتهم في المخلّص وثابروا حتى النهاية، سيؤخذون إلى السماء. الناس من كل الأصقاع ومن كل اللغات والأعمار الذين حفظوا الإيمان سيكونون هناك. هذا الحشد العظيم والذي لا يعد ولا يُحصى، والذين غُفرت خطيئتهم وتقدسوا بدم يسوع المسيح، سيقطنون السماء (رؤيا ٧: ٩-١٤). تلك الأرواح التي افتُديت في هذه الحياة ستتمجد في السماء. كم سيكون رائعاً اختبار قران كنيسته مع حمل الله. سيكون هذا مجداً يفوق الوصف (رؤيا ١٩: ٧ ٩).

السَّماءُ- تفوقُ الفهمَ البَشري

"فَإِنَّنَا نَنْظُرُ الآنَ فِي مِرْآةٍ، فِي لُغْزٍ، لكِنْ حِينَئِذٍ وَجْهًا لِوَجْهٍ. الآنَ أَعْرِفُ بَعْضَ الْمَعْرِفَةِ، لكِنْ حِينَئِذٍ سَأَعْرِفُ كَمَا عُرِفْتُ" (١ كورنثوس ١٣: ١٢). مجد وروعة السماء لا يمكن فهمها بشكل كامل أو وصفها. أذهاننا تفهم الأشياء التي يمكننا أن نراها ونشعر بها. بينما نفهم أن السماء هي مسكن الروح مع الله، فإنه اختار ألا يكشف كل جوانب ذلك الوطن الأبدي. أُعطي استفانس، أول شهيد مسيحي، لمحة عن السماء. وبينما كان يُرجم بسبب إيمانه، "شَخَصَ إِلَى السَّمَاءِ وَهُوَ مُمْتَلِئٌ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، فَرَأَى مَجْدَ اللهِ، وَيَسُوعَ قَائِمًا عَنْ يَمِينِ اللهِ" (أعمال ٧: ٥٥). رغم أن الكثير من أمور السماء لا يمكن شرحها، نعلم كفاية بأننا، مثل الناس الأمناء عبر الأجيال، نرغب بأن نسكن إلى الأبد في المدينة التي صنعها الله. تخبرنا عبرانيين ١١: ١٠ أن إبراهيم بالإيمان "كَانَ يَنْتَظِرُ الْمَدِينَةَ الَّتِي لَهَا الأَسَاسَاتُ، الَّتِي صَانِعُهَا وَبَارِئُهَا اللهُ". اقرأ أيضاً عبرانيين ١١: ١٣-١٦.

هل سنكون هناك؟

أين سنمضي عندما تنتهي الحياة؟ هل سنذهب إلى السماء؟ روح قدس الله ينبّهنا بلطف ويذكّرنا لكي نستعد من أجل مستقبلنا الأبدي. علينا أن ندرك حاجتنا إلى الله. بسبب سقوط الإنسان في البداية، خسر الإنسان (فقد) الحظوةَ التي كانت له مع الله. التوبة عن خطايانا ونيل المغفرة بدم يسوع المسيح يمكن أن يستعيد هذه العلاقة. وعندها يقبلنا الله كأبرار، ويغفر لنا. وبذلك نصبح أبناء الله بقوة الكلمة والروح القدس (يوحنا ٣: ٥؛ ١: ١٢). والسلام الذي نختبره هو تذوق مسبق لملء الراحة التي ستكون نصيبنا في ذلك المسكن الأبدي. كل نفسٍ يمكنها أن تدرك بوضوح تام في قلبها أن مسكناً قد أُعِدّ لها في السماء (يوحنا ١٤: ٢-٣).

اتصل بنا

اطلب نبذات

هل أنتَ مَغفورٌ لك؟

نحتاجُ لأن يغفرَ لنا الله لكي نَخْلص. دمُ يسوع هو الطريق الوحيد لحدوث ذلك. يجب أن نتّضع وأن نغفرَ للآخرين لكي ننالَ المغفرة. هلّا تقبل غفران الله؟ هذا تعليم جيد لأولئك الذين يجاهدون لفهم المغفرة. 

هل أنت مغفور لك؟ مستقبلك الأبدي يعتمد على الجواب على هذا السؤال الخطير. يعلّمنا الكتاب المقَدّس أنه "لَيْسَ بَارٌّ وَلاَ وَاحِدٌ" (رومية ٣: ١٠). الآية ٢٣ من نفس الأصحاح تقول: "إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ". علينا أن نجد مغفرة الله إن أردنا أن نخلص من تبعات الخطيئة. يوماً ما سنلتقي بالرّب في الدينونة. "لأَنَّهُ لاَبُدَّ أَنَّنَا جَمِيعًا نُظْهَرُ أَمَامَ كُرْسِيِّ الْمَسِيحِ، لِيَنَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مَا كَانَ بِالْجَسَدِ بِحَسَبِ مَا صَنَعَ، خَيْرًا كَانَ أَمْ شَرًّا"  (٢ كورنثوس ٥: ١٠).

سوف نواجه الأبدية، وهذا يجعل الأمرَ لِزاماً علينا أن نعرف إذا ما كان مغفور لنا. إن كان مغفور لنا، فسنُقبَل في السماء. وإن لم يكن مغفور لنا، فسيُحكَم علينا بالجحيم الأبدي مع الشيطان وملائكته. "وَمَتَى جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي مَجْدِهِ وَجَمِيعُ الْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِينَ مَعَهُ، فَحِينَئِذٍ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ. وَيَجْتَمِعُ أَمَامَهُ جَمِيعُ الشُّعُوبِ، فَيُمَيِّزُ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ كَمَا يُمَيِّزُ الرَّاعِي الْخِرَافَ مِنَ الْجِدَاءِ، فَيُقِيمُ الْخِرَافَ عَنْ يَمِينِهِ وَالْجِدَاءَ عَنِ الْيَسَارِ. ثُمَّ يَقُولُ الْمَلِكُ لِلَّذِينَ عَنْ يَمِينِهِ: تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي، رِثُوا الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ" (متى ٢٥: ٣١-٣٤). "ثُمَّ يَقُولُ أَيْضًا لِلَّذِينَ عَنِ الْيَسَارِ: اذْهَبُوا عَنِّي يَا مَلاَعِينُ إِلَى النَّارِ الأَبَدِيَّةِ الْمُعَدَّةِ لإِبْلِيسَ وَمَلاَئِكَتِهِ" (الآية ٤١).

المغفرة بدم المسيح

فما الذي نستطيع أن نفعلهُ، إذاً، لكي نخلّص نفوسَنَا؟ لا نستطيع أن نخلّص أنفسنا، ولكن نستطيع أن نقبل المخطط الذي أعدّه الله لنا. سيساعدنا على فهم هذا المخطط أن نفكر فيما أظهره لشعبه، بني إسرائيل، قبل مجيء المسيح. لقد أخبرهم الله أن يقدموا ذبائح حيوانية. الحِمْلان التي كانت تُذبح كانت تشير إلى حمل الله الكامل، يسوع المسيح، الذي سيفتدي كل الناس بسفك دمه لأجل خطاياهم. سفك الدم كان يساعد الناس أيضاً على فهم خطورة الخطيئة. الآية في أفسس ١: ٧ تقول: "الَّذِي فِيهِ لَنَا الْفِدَاءُ بِدَمِهِ، غُفْرَانُ الْخَطَايَا".

إقرأ النص كاملاً هل أنتَ مَغفورٌ لك؟

"عَالِمِينَ أَنَّكُمُ افْتُدِيتُمْ لاَ بِأَشْيَاءَ تَفْنَى، بِفِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ، مِنْ سِيرَتِكُمُ الْبَاطِلَةِ الَّتِي تَقَلَّدْتُمُوهَا مِنَ الآبَاءِ بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَل بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ، دَمِ الْمَسِيحِ" (١ بطرس ١: ١٨-١٩). غفراننا يأتي بموت المسيح وسفك دمه عن خطايا الإنسان (عبرانيين ٩: ٢٢).

دعونا ننتبه إلى حقيقة أننا، وبسبب خطايانا، نستحق الموت الأبدي. ولكن بفضل محبته ورحمته نحونا، مات يسوع بدلاً عنّا، وهكذا يصبح بالإمكان أن ننال المغفرة وأن تُمحى تعدّياتنا.

عدمُ الغُفران يجلبُ العبودية

عندما نختبر مغفرة المسيح الشفوقة ننال السلام. لأجل الاحتفاظ بهذا السلام من الضروري أن نغفر للآخرين. يخبرنا المسيح في متى ٦: ١٤-١٥، أنه "إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَّلاَتِهِمْ، يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضًا أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ. وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَّلاَتِهِمْ، لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمْ أَيْضًا زَّلاَتِكُمْ".

يعطي يسوع تعليماً واضحاً عن مخاطر عدم المغفرة: "يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ إِنْسَاناً مَلِكاً أَرَادَ أَنْ يُحَاسِبَ عَبِيدَهُ. فَلَمَّا ابْتَدَأَ فِي الْمُحَاسَبَةِ قُدِّمَ إِلَيْهِ وَاحِدٌ مَدْيُونٌ بِعَشْرَةِ آلاَفِ وَزْنَةٍ. وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَا يُوفِي أَمَرَ سَيِّدُهُ أَنْ يُبَاعَ هُوَ وَامْرَأَتُهُ وَأَوْلاَدُهُ وَكُلُّ مَا لَهُ وَيُوفَى الدَّيْنُ. فَخَرَّ الْعَبْدُ وَسَجَدَ لَهُ قَائِلاً: يَا سَيِّدُ تَمَهَّلْ عَلَيَّ فَأُوفِيَكَ الْجَمِيعَ. فَتَحَنَّنَ سَيِّدُ ذَلِكَ الْعَبْدِ وَأَطْلَقَهُ وَتَرَكَ لَهُ الدَّيْنَ. وَلَمَّا خَرَجَ ذَلِكَ الْعَبْدُ وَجَدَ وَاحِداً مِنَ الْعَبِيدِ رُفَقَائِهِ كَانَ مَدْيُوناً لَهُ بِمِئَةِ دِينَارٍ فَأَمْسَكَهُ وَأَخَذَ بِعُنُقِهِ قَائِلاً: أَوْفِنِي مَا لِي عَلَيْكَ. فَخَرَّ الْعَبْدُ رَفِيقُهُ عَلَى قَدَمَيْهِ وَطَلَبَ إِلَيْهِ قَائِلاً: تَمَهَّلْ عَلَيَّ فَأُوفِيَكَ الْجَمِيعَ. فَلَمْ يُرِدْ بَلْ مَضَى وَأَلْقَاهُ فِي سِجْنٍ حَتَّى يُوفِيَ الدَّيْنَ. فَلَمَّا رَأَى الْعَبِيدُ رُفَقَاؤُهُ مَا كَانَ حَزِنُوا جِدّاً. وَأَتَوْا وَقَصُّوا عَلَى سَيِّدِهِمْ كُلَّ مَا جَرَى. فَدَعَاهُ حِينَئِذٍ سَيِّدُهُ وَقَالَ لَهُ: أَيُّهَا الْعَبْدُ الشِّرِّيرُ كُلُّ ذَلِكَ الدَّيْنِ تَرَكْتُهُ لَكَ لأَنَّكَ طَلَبْتَ إِلَيَّ. أَفَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّكَ أَنْتَ أَيْضاً تَرْحَمُ الْعَبْدَ رَفِيقَكَ كَمَا رَحِمْتُكَ أَنَا؟. وَغَضِبَ سَيِّدُهُ وَسَلَّمَهُ إِلَى الْمُعَذِّبِينَ حَتَّى يُوفِيَ كُلَّ مَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِ. فَهَكَذَا أَبِي السَّمَاوِيُّ يَفْعَلُ بِكُمْ إِنْ لَمْ تَتْرُكُوا مِنْ قُلُوبِكُمْ كُلُّ وَاحِدٍ لأَخِيهِ زَلاتِهِ" (متى ١٨: ٢٣-٣٥).

أن تبغض شخصاً، أو تضمر شعوراً بالغيظ، أو تحمل ضغينة يُسبّبُ عدة آثار سلبية. الشخص الذي يسمح بهكذا مواقف في حياته يصبح تعيساً ومُنكّداً. تتدهور صحتُه، وكذلك علاقاته.

عندما لا نغفر للآخرين، ينشأ عن ذلك عبودية يمكن مقارنتها بالاستعباد مِن قِبَل الناس أو التقيّد بإدمان مادةٍ ما. غالباً ما تسبّبُ عدم المغفرة هذه مرارةً تتآكلنا من الداخل والخارج. إنها تحتجزنا في بوتقة الأسى والغضب والنزاع؛ تمنع عنا الفرح والمحبة والصداقة. هذه المرارة هي نتيجة روح متكبّرة تسعى للإبقاء على الحزازة والانتقام لأجل ارتكابات خاطئة حقيقية. إن رفضنا التخلي عن مشاعر الانزعاج، فإنها سوف تتملّكنا وتسيطر علينا في نهاية الأمر. وسنكون عبيداً لها وأيضاً مستعبَدين للخطيئة أمام الله.

مغفرة غير مشروطة

علّمنا يسوع أن السبيل الوحيد أمامنا لمنح الغفران للآخرين هو بنفس الطريقة التي غفر لنا بها. ليس لنا أن نشترط المغفرة بأن تكون حسب طبيعة أو جاذبية الشخص الذي أساء إلينا، أو عدد الإساءات، أو شخصية المسيء. علينا أن نبدي رحمة غير مشروطة كما أبدى الله الرحمة لنا. إذ نتضع في أنفسنا ونمنح الغفران للآخرين، فإن الله يفتح الطريق أمامنا لنطلب الغفران عن أخطائنا الذاتية وخطايانا. الله يغفر بشكل كامل لكل من يأتي إليه بروح تواضع وتوبة.

إذ نتبع الروح القدس، سنعرف الحق، والحق سيحررنا. (يوحنا ٨: ٣٢). الآية ٣٦ تقول: "إِنْ حَرَّرَكُمْ الابْنُ فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَارًا".

"الْيَوْمَ، إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ" (عبرانيين ٣: ١٥). في متى ١١: ٢٨، قال يسوع: "تعالوا إليّ... وأنا أريحكم". إذ نتبع هذه التعاليم، سيُغفر لنا وسنكون قادرين على أن نغفر للآخرين.

المجيء إلى الله

والسؤال الآن هو، كيف نأتي إلى الله؟ الجواب هو في الكتاب المقَدّس. "لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يُقْبِلَ إِلَيَّ إِنْ لَمْ يَجْتَذِبْهُ الآبُ الَّذِي أَرْسَلَنِي" (يوحنا ٦: ٤٤). الله، بواسطة روحه القدوس، يجعلنا مدركين بأننا خطأة وفي حاجة إلى مخلّص. أحياناً لا نفهم بشكل كامل دعوة الله. قد نبدأ بملاحظة شعور بالفراغ والعزلة في قلبنا، حاجة لشيء ما، شعور بأننا لسنا على نحو صائب، قناعة بأننا ضالون.

عندما ندرك عدم الارتياح هذا في أنفسنا، فإننا نحتاج إلى أن نفتح قلبنا لله طلبناً للإرشاد. حمل الخطيئة سيصبح ثقيلاً جداً، وقلبنا سيصبح نادماً بسبب حياتنا الآثمة الماضية. يريدنا الله أن نسلّم حياتنا له في توبة حقيقية. عندما يرى الله قلبنا المحطم المنسحق ندماً واستعدادنا لأن نصنع مشيئته بشكل كامل، فإنه يغفر لنا حياتنا الآثمة الماضية وننال الغفران والسلام. (المزمور ٣٤: ١٨؛ المزمور ٥١: ١٦-١٧). يا لسعادتنا الآن، ولكم نودّ أن نشارك الآخرين بما صنعه المسيح في قلبنا.

ليس هذا أمراً فكرياً وحسب، أو تغييراً في ذهن المرء. إنه عمل الروح القدس في القلب الذي يهدينا إلى حياة جديدة. من خلال قوة الروح القدس هذه لدينا إيمان لنتكل على الله بحيث نتخلى عن إرادتنا الذاتية ونغفر للآخرين. ٢ كورنثوس ٥: ١٧ تقول: "إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا".

 طريقة الكتاب المقَدّس في المغفرة جميلة. الإيمان الحافل بالثقة والاتكال على ذبيحة يسوع، مترافقاً مع تسليم كامل لله ومشيئته، يزيل الإثم من قلبنا. وخطايانا تغطى بالكامل بدم يسوع المسيح المسفوك. الغفران الذي يعطيه الله يزيل مشاعر الإساءة والألم لدينا. إنه يمسح صفحتنا فتصير نظيفة ويغفر تعدّياتنا، "وَلاَ أَذْكُرُ خَطَايَاهُمْ وَتَعَدِّيَاتِهِمْ فِي مَا بَعْدُ" (عبرانيين ٨: ١٢). يا لها من حرية رائعة نستطيع أن نختبرها عندما يغفر الله خطايانا ونستطيع أن نغفر لإخوتنا البشر. أنت أيضاً يمكنك أن تختبر هذا في قلبك وفي حياتك. تعالَ إلى الرّب اليوم.

اتصل بنا

اطلب نبذات