الله الحقيقي الأوحَد الوحيد- هل تعرفهُ؟

كل إنسانٍ يعبد شيئاً ما. بعض الناس يعبدون أشياء حسّية والبعض يعبد إنساناً، والبعض يعبد صورة، والبعض يعبدون أنفسهم. ويعلنون تكرّسهم وإخلاصهم لإلههم بطرق متنوعة. بينما العدد الوافر من هؤلاء الناس يتعبدون لهذه الآلهة، يبقى هناك توق وصرخة في قلوبهم. هؤلاء الناس قادرون على إيجاد راحة مؤقتة وحسب تجاه الصرخة التي في نفوسهم، وليس لديهم سوى شجاعة ضئيلة لمواجهة الغد. ولخيبة أملهم، يكون المستقبل دائماً نفسه كما الماضي. الإله الذي يخدمونه غير قادر على ملء الفراغ الذي في حياتهم.

من تعبَد؟ أين يحيا إلهك؟ هل هو حيّ؟ ما الذي فعله لك اليوم؟ هل تكلّمت إليه اليوم؟ هل استجاب لصرخة قلبك؟ ماذا تعتقد؟

دعني أُعَرِّفكَ على الله الحقيقي الوحيد الذي هزم إبليس، عدوَّنا الأكبر. إنه إله الخلق، الذي أخرج كل شيء إلى الوجود بكلمته. الكتاب المقَدّس سوف يخبرك عن إله السماء هذا، الذي خلق الإنسان من تراب الأرض. اقرأ سفر التكوين، الأصحاح الأول والثاني.

إنه الله السرمدي. ليس له بداية ولا نهاية. هو هو أمس واليوم وإلى الأبد. هو الخالق، والحافظ ومعطي كل الأشياء (أعمال ١٧: ٢٢- ٣٤).

إقرأ النص كاملاً الله الحقيقي الأوحَد الوحيد- هل تعرفهُ؟

هذا الإله العظيم الذي يسكن في السماء مهتم بك أيضاً كشخص. إنه يراك وسط جموع الناس. هو يحبك ويهتم لأمرك. إنه يريد أن يكون أكثر من صديق لك. لقد أرسل ابنَه ليكون مخلّصاً لك. يريد أن يحيا معك، بل وأكثر من ذلك، يريد أن يحيا فيك. إنه يقول: "أقِمْ فيَّ، وأنا فيكَ" (يوحنا ١٥: ٤).

إن كان الله لا يسكن في قلبك، فمن إذاً يقيم فيه؟ بالنظر حولنا نستطيع أن نرى أن إبليس يحكم ويُفسد حياة عامة جموع الناس. إنه هو الذي يملك على هذه القلوب. إنه يوحي بكل هذه الشرور كالكذب، والسرقة، والشهوة، والخداع، والانتقام، وتعزيز الذات. إن كان إبليس يسكن في قلبك، ويغويك لتنغمس في أي من هذه الخطايا وأكثر، فلماذا لا تأتي إلى إله الآلهة الذي بذل ابنه الوحيد، يسوع المسيح، ليموت عن خطاياك وخطايا كل العالم (يوحنا ٣: ١٦).

لعلك تسأل: "كيف يمكن أن يكون هذا صحيحاً؟ كيف يمكن لشخص، عظيم جداً، كلّي القدرة، وقدير، أن يقيم في قلبي" (أشعياء ٥٧: ١٥)؟

إن كنتَ مريضاً ومتعباً من الخطية، فلماذا لا تدعو الله وتتوب. بالإيمان بالله وبدم المسيح الكفّاري ستُغفر خطاياك وستنال طبيعة جديدة. وعندها، عندما يأتي إبليس ليجربك، ستشعر بحضور الله القدير. سيقدم لك الإرشاد ويعلّمك كل الأشياء (يوحنا ١٤: ٢٦).

في يوحنا ١٠: ١٠، يَعِدُ يسوع بحياة فيَّاضة وهو قادر على أن يمنحك إياها. هذه العطية ستكون لك طالما بقيت أميناً مخلصاً وطائعاً له. "إِنْ شِئْتُمْ وَسَمِعْتُمْ تَأْكُلُونَ خَيْرَ الأَرْضِ" (أشعياء ١: ١٩). ما من إلهٍ عظيم سوى هذا. إن خاطب هذا قلبك، فلعلّك ترغب بأن تقرأ النبذة: "عليك أن تُولد ثانيةً".

اتصل بنا

اطلب نبذات

الموعظة على الجبل

للسيد المسيح - إنجيل متى الأصحاحات ٥-٧

ولما رأى الجموع صعد إلى الجبل ، فلما جلس تقدم إليه تلاميذه. ففتح فاه وعلمهم قائلا:

السعادة الحقيقة

" طوبى للمساكين بالروح ، ﻷن لهم ملكوت السماوات. طوبى للحزانى ، ﻷنهم يتعزون. طوبى للودعاء، ﻷنهم يرثون الأرض. طوبى للجياع والعطاش إلى البر، ﻷنهم يشبعون. طوبى للرحماء، ﻷنهم يرحمون. طوبى للأنقياء القلب، ﻷنهم يعاينون الله. طوبى لصانعي السلام، ﻷنهم أبناء الله يدعون. طوبى للمطرودين من أجل البر، ﻷن لهم ملكوت السماوات. طوبى لكم إذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة ، من أجلي ، كاذبين. افرحوا وتهللوا، ﻷن أجركم عظيم في السماوات، فإنهم هكذا طردوا الأنبياء الذين قبلكم.

ملح الأرض ونور العالم

" أنتم ملح الأرض، ولكن إن فسد الملح فبماذا يملح؟ لا يصلح بعد لشيء، إلا ﻷن يطرح خارجا ويداس من الناس. أنتم نور العالم . لا يمكن أن تخفى مدينة موضوعة على جبل، ولا يوقدون سراجا ويضعون تحت المكيال، بل على المنارة فيضيء لجميع الذين في البيت. فليضئ نوركم هكذا قدام الناس، لكي يروا أعمالكم الحسنة، ويمجدوا أباكم الذي في السماوات.

موقف يسوع من الشريعة

" لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء. ما جئت ﻷنقض بل لأكمل. فإني الحق أقول لكم: إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل. فمن نقض إحدى هذه الوصايا الصغرى وعلم الناس هكذا، يدعى أصغر في ملكوت السماوات. وأما من عمل وعلم، فهذا يدعى عظيما في ملكوت السماوات. فإني أقول لكم: إنكم إن لم يزد بركم على الكتبة والفريسسين لن تدخلوا ملكوت السماوات.

الغضب

" قد سمعتم أنه قيل للقدماء: لا تقتل، ومن قتل يكون مستجوب الحكم. وأما أنا فأقول لكم: إن كل من يغضب على أخيه باطلا يكون مستوجب الحكم، ومن قال ﻷخيه: رقا، يكون مستوجب المجمع، ومن قال: يا أحمق، يكون مستوجب نار جهنم . فإن قدمت قربانك إلى المذبح، وهناك تذكرت أن لأخيك شيئا عليك، فاترك هناك قربانك قدام المذبح، واذهب أولا اصطلح مع أخيك، و حينئذ تعال وقدم قربانك. كن مراضيا لخصمك سريعا ما دمت معه في الطريق، لئلا يسلمك الخصم إلى القاضي، ويسلمك القاضي إلى الشرطي ، فتلقى في السجن. الحق أقول لك: لا تخرج من هناك حتى توفي الفلس الأخير!

الزنى

إقرأ النص كاملاً الموعظة على الجبل

"قد سمعتم أنه قيل للقدماء: لا تزن. وأما أنا فأقول لكم: إن كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيها، فقد زنى بها في قلبه. فإن كانت عينك اليمنى تعثرك فاقلعها وألقها عنك، ﻷنه خير لك أن يهلك أحد أعضائك ولا يلقى جسدك كله في جهنم. وإن كانت يدك اليمنى تعثرك فاقطعها وألقها عنك، ﻷنه خير لك أن يهلك أحد أعضائك ولا يلقى جسدك كله في جهنم.

الطلاق

"وقيل: من طلق امرأته فليعطها كتاب طلاق وأما أنا أقول لكم: إن من طلق امرأته إلا لعلة الزنى يجعلها تزني، ومن يتزوج مطلقة فإنه يزني.

لا تحلفوا البتة

"أيضا سمعتم أنه قيل للقدماء: لا تحنث، بل أوف للرب أقسامك. وأما أنا فأقول لكم: لا تحلفوا البتة، لا بالسماء لأنها كرسي الله، ولا بالأرض ﻷنها موطىء قدميه، ولا بأورشليم ﻷنها مدينة الملك العظيم. ولا تحلف برأسك، ﻷنك لا تقدر أن تجعل شغرة واحدة بيضاء أو سوداء. بل ليكن كلامكم: نعم نعم ، لا لا. وما زاد على ذلك فهو من الشرير.

الانتقام

" سمعتم أنه قيل: عين بعين وسن بسن. وأما أنا فأقول لكم: لا تقاوموا للشر، بل من لطمك على خذك الأيمن فحول له الآخر أيضا. ومن أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك فاترك له الرداء أيضا. ومن سخرك ميلا واحدا فاذهب معه اثنين. من سألك فاعطه، ومن أراد أن يقترض منك فلا ترده.

محبة الأعداء

" سمعتم أنه قيل: تحب قريبك وتبغض عدوك. وأما أنا فأقول لكم: أحبوا أعداءكم. باركوا لاعنيكم . أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلوا ﻷجل الذين يسيئون إليكم ويطردوكم، لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السماوات، فإنه يشرق شمسه على الأشرار والصالحين، ويمطر على الأبرار والظالمين. ﻷنه إن أحببتم الذين يحبوكم، فأي أجر لكم؟ أليس العشارون أيضا يفعلون ذلك؟ وإن سلمتم على إخوتكم فقط، فأي فضل تصنعون؟ أليس العشارون أيضا يفعلون هكذا؟ فكونوا أنتم كاملين كما أن أباكم الذي في السماوات هو كامل.

الصدقة

"احترزوا من أن تصنعوا صدقتكم قدام الناس لكي ينظروكم، وإلا فليس لكم أجر عند أبيكم الذي في السماوات. فمتى صنعت صدقة فلا تصوت قدامك بالبوق، كما يفعل المراؤون في المجامع وفي الأزقة، لكي يمجدوا من الناس. الحق أقول لكم :إنهم قد استوفوا أجرهم! وأما أنت فمتى صنعت صدقة فلا تعرف شمالك ما تفعل يمينك، لكي تكون صدقتك في الخفاء. فأبوك الذي يرى في الخفاء هو يجازيك علانية.

الصلاة

"ومتى صليت فلا تكن كالمرائين، فإنهم يحبون أن يصلوا قائمين في المجامع وفي زوايا الشوارع، لكي يظهروا للناس. الحق أقول لكم: إنهم قد استوفوا أجرهم! وأما أنت فمتى صليت فادخل إلى مخدعك وأغلق بابك، وصل إلى أبيك الذي في الخفاء. فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية. وحينما تصلون لا تكرروا الكلام باطلا كالأمم، فإنهم يظنون أنه بكثرة كلامهم يستجاب لهم. فلا تتشبهوا بهم. لأن أباكم يعلم ما تحتاجون إليه قبل أن تسألوه.

الصلاة الربانية

"فصلوا أنتم هكذا: أبانا الذي في السماوات، ليتقدس اسمك. ليأت ملكوت. لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض. خبزنا كفافنا أعطنا اليوم. واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضا للمذنبين إلينا. ولا تدخلنا في تجربة، لكن نجنا من الشرير. لأن لك الملك، والقوة، والمجد ، إلى الأبد. آمين. فإنه إن غفرتم للناس زلاتهم، يغفر لكم أيضا أبوكم السماوي. وإن لم تغفروا للناس زلاتهم، لا يغفر لكم أبوكم أيضا زلاتكم.

الصوم

“ومتى صمتم فلا تكونوا عابسين كالمراءين ، فإنهم يغيرون وجوههم لكي يظهروا للناس صائمين الحق أقول لكم: إنهم قد استوفوا أجرهم. وأما أنت فمتى صمت فادهن رأسك واغسل وجهك، لكي لا تظهر للناس صائما، بل ﻷبيك الذي في الخفاء. فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية.

الكنز الحقيقي

"لا تكنزوا لكم كنوزا على الأرض حيث يفسد السوس والصدأ، وحيث ينقب السارقون ويسرقون. بل اكنزوا لكم كنوزا في السماء، حيت لا يفسد سوس ولا صدأ، وحيث لا ينقب سارقون ولا يسرقون، ﻷنه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضا. سراج الجسد هو العين، فإن كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون نيرا، وإن كانت عينك شريرة فجسدك كله يكون مظلما، فإن كان النور الذي فيك ظلاما فالظلام كم يكون!

الله والمال

" لا يقدر أحد أن يخدم سيدين، لأنه إما أن يبغض الواحد ويحب الآخر، أو يلازم الواحد ويحتقر الآخر. لا تقدرون أن تخدموا ألله والمال.

الله يعتني بنا

" لذلك أقول لكم: لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون وبما تشربون، ولا لأجسادكم بما تلبسون. أليست الحياة أفضل من الطعام، والجسد أفضل من اللباس؟ انظروا إلى طيور السماء: إنها لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع إلى مخازن، وأبوكم السماوي يقوتها. ألستم أنتم بالحري أفضل منها؟ ومن منكم إذا اهتم يقدر أن يزيد على قامته ذراعا واحدة؟ ولماذا تهتمون باللباس؟ تأملوا زنابق الحقل كيف تنمو ! لا تتعب ولا تغزل. ولكن أقول لكم إنه ولا سليمان في كل مجده كان يلبس كواحدة منها. فإن كان عشب الحقل الذي يوجد اليوم ويطرح غدا في التنور، يلبسه الله هكذا، أفليس بالحري جدا يلبسكم أنتم يا قليلي الإيمان؟ فلا تهتموا قائلين: ماذا نأكل أو ماذا نشرب أو ماذا نلبس؟ فإن هذه كلها تطلبها الأمم. ﻷن أباكم السماوي يعلم أنكم تحتاجون إلى هذه كلها. لكن اطلبوا أولا ملكوت الله وبره، وهذه كلها تزاد لكم. فلا تهتموا للغد، لأن الغد يهتم بما لنفسه. يكفي اليوم شره.

لا تدينوا الآخرين

"لا تدينوا لكي لا تدانوا، ﻷنكم بالدينونة التي بها تدينون تدانون، وبالكيل الذي به تكيلون يكال لكم. ولماذا تنظر القذى الذي في عين أخيك، وأما الخشبة التي في عينك فلا تفطن لها؟ أم كيف تقول ﻷخيك: دعني أخرج القذى من عينك، وها الخشبة في عينك. يا مرائي، أخرج أولا الخشبة من عينك، وحينئذ تبصر جيدا أن تخرج القذى من عين أخيك! لا تعطوا القدس للكلاب، ولا تطرحوا درركم قدام الخنازير، لئلا تدوسها بأرجلها وتلتفت فتمزقكم.

الله يعطي لمن يسأله

"أسألوا تعطوا. اطلبوا تجدوا. اقرعوا يفتح لكم. ﻷن كل من يسأل يأخذ، ومن يطلب يجد، ومن يقرع يفتح له. أم أي إنسان منكم إذا سأله ابنه خبزا، يعطيه حجرا؟ وإن سأله سمكة، يعطيه حية؟ فإن كنتم وأنتم أشرار تعرفون أن تعطوا أولادكم عطايا جيدة، فكم بالحري أبوكم الذي في السماوات، يهب خيرات للذين يسألونه. فكل ما تريدون أن يفعل الناس بكم افعلوا هكذا أنتم أيضا بهم، لأن هذا هو الناموس والأنبياء.

الباب الضيق

"ادخلوا من الباب الضيق، لأنه واسع الباب ورحب الطريق الذي يؤدي إلى الهلاك، وكثيرون هم الذين يدخلون منه! ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذي يؤدي إلى الحياة، وقليلون هم الذين يجدونه!

من ثمارهم تعرفونهم

"اخترزوا من الأنبياء الكذبة الذين يأتونكم بثياب الحملان، ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة! من ثمارهم تعرفونهم. هل يجتنون من الشوك عنبا، أو من الحسك تينا؟ هكذا كل شجرة جيدة تصنع أثمارا جيدة، وأما الشجرة الردية فتصنع أثمارا ردية، لا تقدر شجرة جيدة أن تصنع أثمارا ردية، ولا شجرة ردية أن تصنع أثمارا جيدة. كل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع وتلقى في النار. فإذا من ثمارهم تعرفونهم.

ليس بالكلام بل بالعمل

ليس كل من يقول لي: يا رب، يا رب! يدخل ملكوت السماوات. بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السماوات. كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم: يا رب، يا رب! أليس باسمك تنبأنا، وباسمك أخرجنا شياطين، وباسمك صنعنا قوات كثيرة؟ فحينئذ أصرح لهم: إني لم أعرفكم قط! اذهبوا عني يا فاعلي الإثم!

البيت المبني على الصخر

" فكل من يسمع أقوالي هذه ويعمل بها، أشبهه برجل عاقل بنى بيته على الصخر. فنزل المطر، وجاءت الأنهار، وهبت الرياح، ووقعت على ذلك البيت فلم يسقط، لأنه كان مؤسسا على الصخر. وكل من يسمع أقوالي هذه ولا يعمل بها، يشبه برجل جاهل، بنى بيته على الرمل. فنزل المطر، وجاءت الأنهار، وهبت الرياح، وصدمت ذلك البيت فسقط، وكان سقوطه عظيما.

" فلما أكمل يسوع هذه الأقوال بهتت الجموع من تعليمه، ﻷنه كان يعلمهم كمن له سلطان وليس كالكتبة.

اتصل بنا

اطلب نبذات

التّحرر من الخوف

ما هو الخوف؟

الخوف من الله

الخوف من المستقبل

الخوف من الفشل

الخوف من الألم

الخوف من الموت

ما هو الخوف؟

الخوف عدو سري يهاجم كل النَّاس من كل الأعمار والأجناس، وفي كل طرق الحياة. الخوف بارعٌ ومدمِّر، يسمم الفكر، ويسرق سلام الإنسان الداخلي ويسحق الرغبة في الحياة. الخوف يجعل الإنسان عصبياً ومضطرباً وحذراً وقلقاً ومتردداً وضعيف القلب.

الخوف يسرق السعادة من حياة الإنسان، ولذلك لا يريده أحدٌ في حياته.

يخاف النَّاس من أي خلافٍ أو تغيير، ومن الفشل والإحباط. وبعضهم يخاف من المرض والألم. آخرون يخافون من أي أذىً قد يصيب أحبتهم. البعض يخاف من النَّاس ومن آرائهم. آخرون يخافون الظلمة والوحدة. وكثيرون يخافون من الموت ومواجهة المجهول. ويوجد مسيحيون يخافون بأن يكون خلاصهم غير مضمون، وأن الله لم يغفر لهم خطاياهم، لذلك يخافون من الموت ومن الحياة.

إقرأ النص كاملاً التّحرر من الخوف

يتسلل الخوف إلى عقولنا بسكون وهدوء دون ملاحظتنا، وعندها نصبح ضحايا تأثيره المدمر. حتى الخوف البسيط، فإنه مثل نقطة من صبغة في كأس ماء، يغير شكل حياتنا. وإذا لم نوقف هذا الخوف البسيط، فإنه يتسلل إلى بقية أفكارنا ويحرِّف مسارها.

الحياة معقدة، والعالم مليء بالعنف، ولكن علينا ألّا نسمح للمشاكل الخارجية أن تدمر سلامنا الداخلي. لذلك علينا أن نواجه الخوف الذي في داخلنا. هذا الخوف الذي يملأ حياتنا عندما لا نستطيع تلبية احتياجاتنا الأساسية.

خلقنا الله على صورته ومثاله، لذلك عندما نبتعد عن الله، تصرح نفوسنا إليه لأنها تكون وقتها مشحونة بالهلع والعُقَد والمخاوف.

يستغل الشيطان مخاوفنا، ويحاول دائماً أن يعمق الإحساس بالخوف في نفوسنا وجعله يبدو حقيقياً ومنطقياً. ويصبح طريقنا أكثر ظلاماً، وأحمال قلوبنا أكثر ثقلاً، حتى نفقد أي أمل بالنجاة.

يعمل الشيطان في الظلام، فهو لا يستطيع أن يعمل في النور لأن "اللهَ نُورٌ وَلَيْسَ فِيهِ ظُلْمَةٌ الْبَتَّةَ." (١ يوحنا ١: ٥) يعرف الشيطان ضعفاتنا، ويستغل معرفته بزرع أفكار ومخاوف في نفوسنا. ويعمل على تدمير الحقيقة وإرباكنا بالباطل. وإذا حافظنا على هذه الأمور مخفية في ظلمة قلوبنا وأفكارنا، فإن ذلك يساعد الشيطان على مواصلة عمله في إحباطنا وتخويفنا. ولكننا نستطيع أن نهزم قوى الشيطان ونطرده إذا عرّضناه للنور.

الخوف من الله

تؤدي الخطيَّة إلى إحساس طاغٍ بالخوف لأننا نعرف لحظتها أن حياتنا لا ترضي الله. لذلك كان يوم كارثة عندما تجاوب آدم وحواء مع فكر الشيطان، وأكلا من ثمر الجنة التي في وسط الفردوس. لقد أخطأ آدم وحواء بسبب عصيانهما، وهربا من محضر الله. وفي مساء ذلك اليوم، ناداهما الله، وأجاب آدم قائلاً: "سَمِعْتُ صَوْتَكَ فِي الْجَنَّةِ فَخَشِيتُ لأَنِّي عُرْيَانٌ فَاخْتَبَأْتُ." (تكوين ٣: ١٠) وهكذا أصبحت جميع الأجيال بعد آدم تحت ظل الخطيَّة.

الخوف من دينونة الله قد يصبح قوة إيجابية إذا دفع الإنسان إلى التوبة عن خطاياه. نقرأ في مزمور ١١١: ١٠ "رَأْسُ الْحِكْمَةِ مَخَافَةُ الرَّبِّ." يمثل خوف الله إحساس صحيح برهبة وتبجيل الله. ويساعدنا هذا الإحساس لكي ندرك، إلى حد ما، عظمة الله، وبر الله، ودينونة الله، ومحبة الله، ورحمة الله، وحكمة الله، وكيان الله الأزلي، وكونه كلي المعرفة، وكلي القدرة، وكلي الحضور. وندرك أن وجودنا يعتمد كلياً على عمل يديه لكوننا خليقته. وبالتالي نخاف أن لا نرضي الله لأننا نعرف أن بر الله يحكم بدينونة كل الخطاة إلى جهنم. نقرأ في عبرانيين ١٠: ٢٦- ٢٧ "فَإِنَّهُ إِنْ أَخْطَأْنَا بِاخْتِيَارِنَا بَعْدَمَا أَخَذْنَا مَعْرِفَةَ الْحَقِّ، لاَ تَبْقَى بَعْدُ ذَبِيحَةٌ عَنِ الْخَطَايَا، بَلْ قُبُولُ دَيْنُونَةٍ مُخِيفٌ، وَغَيْرَةُ نَارٍ عَتِيدَةٍ أَنْ تَأْكُلَ الْمُضَادِّينَ." تولد هذه المعرفة خوفاً من الخطيَّة عندما نعرف الله كصديق شخصي لنا نتيجة التوبة والغفران والطاعة، يصبح خوف الله وتوقيره دافعنا لخدمته. وكذلك نحبه ونشكره على عطية الخلاص التي لا يعبر عنها. نقرأ في ١ يوحنا ٤: ١٨ "لاَ خَوْفَ فِي الْمَحَبَّةِ، بَلِ الْمَحَبَّةُ الْكَامِلَةُ تَطْرَحُ الْخَوْفَ إِلَى خَارِجٍ لأَنَّ الْخَوْفَ لَهُ عَذَابٌ. وَأَمَّا مَنْ خَافَ فَلَمْ يَتَكَمَّلْ فِي الْمَحَبَّةِ." لا يعود خوف الله سبباً للرعب في قلوبنا، ولكنّه يقوي محبتنا له. بل أن خوف الله يساعدنا على التخلص من كل أنواع الخوف الأخرى. فكيف يسمح كثير من النَّاس لغيوم الخوف أن تسيطر على قلوبهم وتزعج أفكارهم وتظلل طريق حياتهم، غير عالمين أنّ طريق الله هي سبيل الثقة والسَّلام.

تقول القصة أن ولداً صغيراً كان يخاف من السير وحيداً في عتمة الليل. ولكن الخوف كان يتلاشى عندما يسير ممسكاً بيد أبيه، أي أن الظلمة لا تعود تسبب له الخوف لأنه أحب أبيه ووثق به لعلمه أنه يهتم به. وهذا هو مفتاح التحرر من الخوف: علينا أن نعرف أبانا السماوي بشكل صحيح. وكلما عرفناه أكثر، كلما وثقنا به أكثر بكل ما يتعلق بحياتنا، ووضعنا أيدينا بأمان في يده. وتحدّثنا معه بتواضع عن الأسئلة التي تعصف بعقولنا، وعن الآلام التي تتسبب في يأسنا.

لنأخذ بطرس الرسول مثالاً لنا، فقد دعاه الرَّب يسوع ليمشي على أمواج بحيرة طبريا، وسار بطرس بدون خوف، ولكن في اللحظة التي أبعد بها عينيه عن النظر إلى يسوع، بدأ يخاف من الأمواج وأخذ يغرق (متى ١٤: ١٤- ٣١). عندما نريد التحرر من الخوف، ووضع ثقتنا بالله، يكلمنا الروح القدس بصوت خافت ليشجعنا. وعندما ننظر إلى الله بدلاً من النظر إلى مخاوفنا، تهدأ العواصف حولنا. وعندها يجيب الله على الأسئلة التي تربكنا، ويبدل شكوكنا باليقين، ويأخذ بيدنا، ونستطيع بنعمته أن نتغلب على نتائج الخوف التي قيدتنا.

الخوف من المستقبل

يفقد بعض النَّاس الإحساس بالراحة بسبب خوفهم من المستقبل الغامض المجهول. ويستيقظون كل صباح على يوم لا يمكن التنبؤ به. ويواجهون أسئلة شؤم مثل: "ماذا لو؟" وذلك عندما تغوص عقولهم في ممرات مظلمة من المخاوف الوهمية. نقرأ في فيلبي ٤: ٦ "لاَ تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ، بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ مَعَ الشُّكْرِ، لِتُعْلَمْ طِلْبَاتُكُمْ لَدَى اللهِ." ولذلك عندما نضع المستقبل في أيدي الله، فإننا نستطيع أن نسلم له حمل المجهول. ونستطيع كلنا أن نجرب ذلك، وسنرى النتيجة في حياتنا.

يخاف كثيرون من المستقبل لأنه لا يوجد اتجاه لحياتهم، ولا يعرفون إلى أين يسيرون، وليس عندهم إحساس بأي نذير. ولكن الله يعرف المستقبل، وإذا وثق النَّاس بقيادته لحياتهم، لا تعود حياتهم مجرد رحلة في المجهول، بل تصبح طريقاً لبيتهم الأبدي.

وعد الله الذين يثقون به بأنه سيكون أميناً معهم إلى النهاية، بالرغم من كونهم لا يعرفون المستقبل. لذلك علينا أن نثق بأمانة الله. فمهما اشتدت العواصف وعتمة الليل، ومهما كان ارتفاع الجبال، فإننا سنجتازها بقوة الله.

الخوف من الفشل

نرغب بتحقيق إنجازات في الحياة، ولكننا نخاف من أن نُفشِل ذواتنا وعائلاتنا وكل حياتنا. نخاف من الإختيار الخطأ والخطة الخطأ. أمر الله يشوع قائلاً له: "أَمَا أَمَرْتُكَ؟ تَشَدَّدْ وَتَشَجَّعْ! لاَ تَرْهَبْ وَلاَ تَرْتَعِبْ لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مَعَكَ حَيْثُمَا تَذْهَبُ." (يشوع ١: ٩) لذلك فإننا عندما نضع حياتنا تحت إرشاد السيد، لا تعود سقطات الماضي نهاية لنا، بل تصبح وكأنها حجارة نخطو عليها نحو النجاح.

الخوف من الألم

نشعر بالانكماش أمام فكرة أوجاع الجسد، وأذى النقد، وآلام الوحدة والحزن. ويعمل الله بنعمته على مساعدتنا في تحمل هذه الآلام. فهو الذي وعدنا بالسَّلام والثقة وسط المشاكل: "اَللهُ لَنَا مَلْجَأٌ وَقُوَّةٌ. عَوْناً فِي الضِّيقَاتِ وُجِدَ شَدِيداً. لِذَلِكَ لاَ نَخْشَى وَلَوْ تَزَحْزَحَتِ الأَرْضُ وَلَوِ انْقَلَبَتِ الْجِبَالُ إِلَى قَلْبِ الْبِحَارِ." (مزمور ٤٦: ١- ٢) إذا كنا نحب الله، فإنه يحول آلامنا لخيرنا. فالألم يمثل فرصة لنا لنعرف قوة الله الداعمة لنا، والقادرة على صقل شخصياتنا، واستنارة قلوبنا بالفهم. يمكن للألم أن يشكلنا أو أن يسحق حياتنا، فماذا سيعمل في حياتك؟

الخوف من الموت

ينتشر الخوف من الموت بين النَّاس، وتعتبر لحظة الوداع من أكثر لحظات الألم. لذلك علينا أن نعالج السؤال القديم: "إِنْ مَاتَ رَجُلٌ أَفَيَحْيَا؟" (أيوب ١٤: ١٤) جاء الرَّب يسوع ليحررنا من الخوف من الموت (عبرانيين ٢: ١٤- ١٥). لذلك مات وقام، ووعدنا قائلاً "إِنِّي أَنَا حَيٌّ فَأَنْتُمْ سَتَحْيَوْنَ." (يوحنا ١٤: ١٩) إن كنا نؤمن بالرَّب يسوع، لا يعود الموت باباً إلى العدم، بل طريقاً إلى حياة جديدة: "لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ. أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ فَآمِنُوا بِي. فِي بَيْتِ أَبِي مَنَازِلُ كَثِيرَةٌ ... أَنَا أَمْضِي لِأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانا.ً" (يوحنا ١٤: ١- ٢) سيُحضِّر الرَّب مكاناً للنّاس الذين استعدوا له.

هل أنت مستعد؟ هل تبت عن حياة الخطيَّة؟ فالتوبة تؤدي إلى الندم على حياة الخطيَّة في الماضي، وإلى الابتعاد عن حياة الماضي. متى كانت آخر مرة رفعت بها صلاة للرّب وسلمته كل أثقالك وقلقك ومخاوفك؟ يقول الرَّب يسوع: "تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ وَأَنَا أُرِيحُكُمْ." (متى ١١: ٢٨) تعال إلى الرَّب يسوع بثقة، وبالصلاة، وبالرجاء. وستحصل على السَّلام وراحة البال. تعال واختبر مباهج الحياة الهادئة. يدعوك الله أن تثق بالرَّب يسوع لكي تتحرر من الخوف. فتعال اليه.       

اتصل بنا

اطلب نبذات